آلاف من الخيالة. والمشاة. كانوا من الهايته (الباشي بوزق) ، فلم تتيسر الإدارة بهم إدارة صالحة. ولم يبق من يقوم بالمهمة .. فاقتصر على ثلاثة آلاف منهم وسرح الآخرين ، فذهبوا جماعات (إلى الأناضول).
فكان العجب كل العجب في إدارة المملكة بهذا القدر من الجيش ، في حين أن ديار بكر وحلب والعراق كلها كانت تدبر بمثل هذا الجيش (١) ..!
كور باشا واليزيدية :
قالوا عاث كور باشا بالأمن. وقتّل في اليزيدية تقتيلا ذريعا ، ونهب وسلب حتى وصل إلى الموصل فقطع الجسر حذرا منه. وذلك أن اليزيدية قتلوا علي آغا البالطي عم الشيخ يحيى المزوري فاستصرخه المزوري على هذا العدوان فانتصر له وانتقم منهم وكان ذلك أيام والي الموصل محمد سعيد باشا آل ياسين المفتي (٢).
جرت هذه الواقعة في هذه الأيام وتلتها وقائع بهدينان على ما يأتي : في حادث القضاء على إمارته. ويقال له (ميره كوره). ويتغنّى الأكراد بشجاعته. ولم يكن ما نسب إليه من أنه عاث بالأمن صوابا. وإنما حذرت الدولة من توسعه فشنعت عليه ، واهتمت في أمر غائلته.
عزير آغا ومحمد المصرف :
إن عزير آغا من أعوان داود باشا ، كان متسلم البصرة مدة أربع سنوات أو خمس فلما خرج منها ذهب إلى المحمرة (خرمشهر) ، ومن هناك فرّ إلى إيران. وأما محمد أفندي المصرف فإنه مال إلى العشائر في
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٥٦.
(٢) في تاريخ اليزيدية فصلت هذه الواقعة في النسخة المعدة للطبع ثانية.