تكلمنا على التنظيمات الخيرية وأنها لم تؤسس من حين إعلان الفرمان ولكن قررت الدولة الإصلاح وأتبعته بفرامين. وهذا احتاج إلى وقت طويل. والعراق لم ينل من هذا التجدد أو الإصلاح شيئا في هذا العهد إلا بعض التشكيلات وما فيها من نقص. وتكلمنا في (تاريخ القضاء العراقي) ما يوضح الحالة. ولا مجال للتفصيل.
٦ ـ المجلس الكبير :
تكوّن بعد إعلان التنظيمات الخيرية بكثير. وكان تشكيله في بغداد سنة ١٢٦٧ ه ولكنه لم يكن مستكمل الأوصاف. وإنما كانت سلطة الوالي مسيطرة. ويعوزه ثقافة الأعضاء. فهم في الغالب أشبه بالأميين. ولذا نعته الأستاذ أبو الثناء بما نعته ، فعيّن حالته بل ذمّ الشورى من أجله لما احتوى من عناصر.
والشورى أو الحكم الديمقراطي لا يذم لذاته. وإنما يندد به للوسائل المتخذة للتوصل إلى ترتيبه بانتخاب جهال أو موافقين لرغبة الإدارة وما إلى ذلك. وكان تشكيله عندنا بعد إعلان التنظيمات بمدة أي في رمضان سنة ١٢٦٧ ه ـ ١٨٥٠ م. وهكذا لم ينتظم أمره مدة. وكان مقدمة افتتاح (مجلس الأمة). ويأتي الكلام عليه.
٧ ـ العشائر :
ألصق بالإدارة للعلاقة ولكنها أكثر استعصاء عليها. والسياسة العشائرية من أصعب ما يزاول الإداري. وقد مرّ بنا ذكر عشائر كثيرة. وربما كانت أكثر من العشائر الأخرى المبينة في المجلدات السابقة. وما ذلك إلا لتوضح العلاقة بالدولة وبالحكومة وظهور قوتها. والعشائر مبسوطة في كتاب (عشائر العراق).
ومن أشهر من تردد اسمها في هذا التاريخ المنتفق ، والخزاعل ،