ورجع إلى رواندز فتعصب الأهلون عليه فطردوه وأعادوا محمد سعيد باشا. وحينئذ أقبل الرواندزي على العمادية فأقام على حصارها ثلاثة أشهر حتى نفدت مؤن الأهلين ولم يبق لهم صبر على المقاومة فطلبوا الصلح وسلموا إليه (محمد سعيد باشا). ومن ثم دخل القلعة فغدر بالأهلين فنهبهم وقتل رؤساءهم ، فأقام عليهم أخاه (رسول آغا) واليا. دامت في يده إلى أن ولي الموصل محمد باشا اينجه بيرقدار.
ثم إن إسماعيل باشا كان يأمل أن محمد باشا اينجه بيرقدار يعيده إلى العمادية فطلب أن يوليه مملكته فلم يجبه فمال إلى الجزيرة وراسل أكابر رجال العمادية يفاوضهم حتى انقادوا له وسلّموا إليه العمادية. وإثر ذلك جرت حوادث بين البيرقدار وبينه. وهذه الحوادث منها ما جرى في (عين توثة). وكذا حوادث الرواندزي مما شغل الدولة فقطعت بلزوم القضاء عليهما معا لا سيما بعد أن ربحت قضيتها في بغداد على يد علي رضا پاشا.
جهزت الصدر الأسبق رشيد محمد باشا على الرواندزي فقبض عليه. ثم مال الجيش إلى العمادية وشدد الحصار عليها أياما ، فاضطرت إلى التسليم. افتتحها ، وقبض على إسماعيل باشا ، فأرسل مكبلا إلى الموصل. ومن هناك أبعد إلى بغداد. بقي فيها إلى أن مات عقيما في شوال سنة ١٢٨٩ ه ـ ١٨٧٢ م (١). وما جاء في (تاريخ الدول والإمارات الكردية) من أن إسماعيل باشا توفي سنة ١٢٥٩ ه ـ ١٨٤٣ م فغير صواب.
وبهذا الاستيلاء انقرضت (إمارة بهدينان) وهي إمارة العمادية وصارت تابعة مدينة الموصل هي والعقر (عقرة) إلى سنة ١٢٦٥ ه. ثم
__________________
(١) الزوراء عدد ٣٠٩ و ٢٣ شوال سنة ١٢٨٩ ه.