فإن أردت اعتبار الوصفية مع العلمية فقد نفيتها ، وإن أردت بعد التنكير فليس فيه إلا الوصف فقط ، والعلة الواحدة لا تمنع ، بخلاف (أحمر) فإن فيه بعد زوال العلمية الوزن والوصف.
قوله : (في حكم واحد [لما يلزم من اعتبار المتضادين](١)) يحترز من حكم اعتبار المتضادين في حكمين ، فإنه جائز ، كما ذكر سيبويه في (أحمر) اعتبارا لحالة التعريف والتنكير كقوله :
[٦٥] أتانى وعيد الحوص من آل جعفر |
|
فيا عبد قيس لو نهيت الأحاوصا (٢) |
فإنه عند اعتبار الوصفية في (أحوص) اسم رجل جمعه على (حوص) كـ (حمر) في أحمر ، وعند اعتبار الاسمية جمعه على (أحاوص) كـ (أحمد) و (أحامد).
قوله : (وجميع الباب باللام ، أو الإضافة ينجر بالكسرة) يعني باب غير المنصرف مطلقا ، نحو (الأحمر) و (أحمركم) لا خلاف في جره بالكسرة إذا دخله الألف واللام ، أو الإضافة ، وإنما الخلاف ، هل يكون منصرفا
__________________
(١) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للأعشى كما في ديوانه ١٩٩ ، وينظر إصلاح المنطق ٤٠١ ، والمفصل ١٩٥ ، وشرحه لابن يعيش ٥ / ٦٣ ، والإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ١ / ٥٤٧ ، ولسان العرب (حوص) ٢ / ١٠٥١ ، وتذكرة النحاة ٦٣١ وخزانة الأدب ١ / ١٨٣.
والشاهد فيه قوله : (الحوص ، والأحاوص) حيث جمع عليهما أحوص ، ولا يجمع على فعل إلا أفعل وشرطه أن يكون مؤنثه فعلاء. ولا يجمع على أفاعل إلا أفعل اسما أو أفعل التفضيل وفي الأحوص الاسمية والوصفية كما لحظها الشاعر.