التنازع الإضمار في الملغى ضميرا يعود إلى التنازع سواء أعملت الثاني أو الأول ، وأنت في هذه الصورة ، إن أعملت أضمرت الفاعل مع إلا قلت : (ما قام إلا أنا ، وقعد إلا أنا) بقي الضمير منفصلا كالمتنازع ؛ لأنه لا يصح الاتصال مع بقاء إلا ، واقتضاء كل واحد من العاملين معمولا وحده ، ولا يصح التنازع إلا في معمول واحد ، وإن أضمرت مع حذفها ، تعين لفظ المسألة ، ومعناها مثاله : (ما قمت وقعد إلا أنا) أو (ما قام وقعدت إلا أنا) أما اللفظ فلأن [و ٢٢] من شرط الاستثناء أن يكون من متعدد لفظا أو تقديرا ، ولا متعدد في هذه الصورة ، لا لفظا ولا تقديرا ، وأما المعنى ، فلأن القيام والقعود يصيران منفيين عنه بعد ما كانا مثبتين قبل الاستثناء وشرط باب التنازع أن لا يختلف المعنى بالإضمار في الملغى (١) وإذا بطل تنازع في هذا وأمثاله ، كان (إلا أنا) فاعل ، وحذف الفاعل الأول لدلالة الثاني عليه (٢) ولكن لأي الفعلين يكون الموجود فاعلا ، فقيل للثاني لجوازه ، وقيل للأول ، لأن من حق الدليل أن يتقدم على المدلول ، وكذلك الظاهر الواقع هذا الموقع نحو : (ما قام وقعد إلا زيد) ، حكمه حكم (ما قام وقعد إلا أنت).
قوله : (بعدهما) قال نجم الدين : (٣) لا حاجة إليه ، لأنهما يتنازعان ما هو قبلهما إذا كان منصوبا نحو : (زيدا ضربت وقتلت) و (إياك ضربت وأكرمت) انته.
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٨ (هذه العبارة منقولة من الصفحة ١ / ٧٨ ، مع شيء من التصرف دون عزو من الشارح لذلك).
(٢) ينظر المصدر السابق.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٨.