(ولا الثالث من باب أعلمت) الثالث من باب أعلمت هو الثاني من باب علمت ، والذي زاد بسبب الهمزة ، هو المفعول الأول وفيه تفصيل ، وهو أن يقول : إن كان المفعول الثاني والثالث من (علمت) و (أعلمت) ظرفا أو بحرف جر ، أو جملة ، لم تصح إقامته مطلقا مع وجود المفعول به الصريح ، وهو الأول من باب (علمت) والأول والثاني من باب (أعلمت) خلافا للكوفيين (١) ، وإن كان مفعولا به صريحا ، نحو (علمت زيدا قائما) و (أعلمت زيدا عمرا قائما) فمنع النحاة مطلقا ، لأنه في الأصل خبر للمبتدأ ، وهو مسند ، فلو أقيم مقام الفاعل لكان مسندا ومسندا إليه في حالة واحدة وهو لا يصح ، قال نجم الدين : (٢) فيما قالوه نظر لأن الشيء إذا كان مسندا ، أو مسندا إليه بالنسبة إلى شيئين صح ذلك ، كقولك (أعجبني ضرب زيدا عمرا) فأعجبني مسند إلى ضرب ، وضرب مسند إلى زيد ، فهو مثل قولك مضاف ومضاف إليه بالنسبة إلى شيئين ، كقولك (فرس غلام زيد) وأجازه المتأخرون (٣) ، حيث لا يلتبس بالمبتدأ ، وهو حيث يكون نكرة ، لأن التنكير يدل على أنه خبر نحو (علم زيد قائم) وأما إذا التبس نحو (علم زيد أخوك) لم يجز وهو ضعيف ، لأن اللبس منتف مع بقاء كل من المفعولين في مركزه ، لأن الخبر مرتبته بعد المبتدأ ، وإذا أقمته مقام الفاعل فليس من شرطه أن يلي الفعل ، وإذا حصل ثمّ لبس ، نحو (ضرب موسى عيسى) لم يجز تقدمه (٤).
__________________
(١) ينظر الهمع ٢ / ٢٦٤.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٨٣ ـ ٨٤.
(٣) ينظر المصدر السابق ، والهمع ٢ / ٢٦٣ وما بعدها.
(٤) ينظر شرح المصنف ٢٢ ، وشرح الرضي ١ / ٨٤.