[٩٦] غير مأسوف على زمن |
|
ينقضى بالهم والحزن (١) |
وقال : (ألف استفهام) ولم يقل (حرف الاستفهام) لأنه لم يسمع إلا في الهمزة وبعضهم قاس عليها (هل).
قوله : (رافعة لظاهره) ، يحترز من أن ترفع ضميرا مستترا نحو (أقائمان) الزيدان) و (أقائمون الزيدون) ، و (أقائمان هما) و (أقائمون هم) فإنها خبر وما بعدها المبتدأ (٢) وفاعلها مستتر فيها ، ومراده بالظاهر ، ما كان غير مضمر مستتر ، سواء كان ظاهرا أو مضرا نحو (أقائم الزيدان) و (أقائم أنتم) لأن مراده الظاهر اللغوي لا الاصطلاحي ، وإلا ورد عليه ، نحو (أقائم أنتم) ، وقد اعترض حده بأن قيل : كان الأولى أن يقول : الاسم وما في تأويله ، ليدخل (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) (٣) و (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)(٤) وتقول المجرد ، أو ما في حكمه ليدخل (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ)(٥) و (بحسبك زيد) وتقول : رافعة لغير ضمير مستتر ليدخل (أقائم أنتم) لأنه مثل
__________________
(١) البيت من البحر المديد وهو لأبي نواس كما نسبه ابن هشام في المغني ٢١١ ، وينظر أمالي ابن الحاجب ٢ / ٦٣٧ ، وشرح الرضي ١ / ٨٧ ، وتذكرة النحاة ١٧١ ـ ٣٦٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٤٥.
والتمثيل فيه هو قوله : (غير مأسوف على زمن) حيث استغنى بنائب الفاعل وهو الجار والمجرور عن الخبر وكأنه قال : ما مأسوف على زمن حيث أجرى (غير) مجري حرف النفي.
والبيت جيء به للتمثيل لا للاستشهاد ، لأن قائله لا يستشهد به.
(٢) ينظر شرح المصنف ٢٣ ، وشر الرضي ١ / ٨٦ ـ ٨٧ ، وشرح شذور الذهب ٢٠٩.
(٣) ينظر الكتاب ٤ / ٤٤ وهو مروي عنده (لا أن تراه) بدل خير من أن تراه ١٠٢. وشرح الرضي ١ / ٨٦ ، وشرح شذور الذهب ٤٢ ـ ٤٣ ـ ٢٠٧ ، ومغني اللبيب ٥٥٩ ـ ٧٧٢ ـ ٨٣٩.
(٤) البقرة ٢ / ٦. وتمامها : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.)
(٥) آل عمران ٣ / ٦٢ وتمامها : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.)