(أقائم الزيدان).
قوله : (مثل : زيد قائم) مثال المبتدأ الذي هو اسم مجرد عن العوامل اللفظية مسندا إليه و (ما قائم الزيدان) للمبتدأ الذي هو صفة رافعة لظاهر واقع بعد حرف النفي ، و (أقائم الزيدان) للذي هو صفة واقعة بعد ألف الاستفهام.
قوله : (فإن طابقت مفردا ، جاز الأمران) يعني أنها إذا طابقت مفردا مثل (أقائم زيد) جاز أن يكون مبتدأ ، وما بعدها فاعلها ساد مسد الخبر ، وأن يكون خبرا وما بعدها المبتدأ ، وفاعلها ضمير مستتر فيها ، واحترز بمفرد من أن يطابق مثنى ، ومجموعا فإنها لا تكون إلا خبرا ، لأنها إذا ثنيت وجمعت ، ضعف شبهها بالفعل فيضعف رفعها للفاعل المنفصل ، ويكون مبتدأ وهي خبر ، وفاعلها مستتر لا يبرز إلا إذا أخر على غير من هوله ، نحو (غلام هند قائم هي) وبعضهم أجاز أن تكون مبتدأة ، على لغة (أكلوني البراغيث) قال السيد شرف الدين : قيل للمصنف كيف تجوز لها الوجهين إذا طابقت مفردا [و ٢٨] وأنتم لم تحكموا لها بالابتداء ، حيث لا تطابق إلا لضرورة ، وقد زالت هنا ، فرجع عن ذلك ، وقال في الأمالي : (١) هي خبر لا غير ، وإن لم تطابق فهي المذكورة في الحد ، نحو (أقائم الزيدان) و (أقائم أنتما) و (أقائم الزيدون) و (أقائم أنتم) فذهب الجمهور (٢) إلى أنها مبتدأه ، وفاعلها سد مسد الخبر لا خبر لها ، لأنا لو جعلناها خبرا وما بعدها المبتدأ لم يصح لعدم المطابقة ، رفعت ظاهرا
__________________
(١) ينظر الأمالي النحوية لابن الحاجب ٢ / ٤٥٩.
(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ١٨٩ وما بعدها.