الأول قوله : (إذا كان المبتدأ مشتملا على ماله صدر الكلام) وإنما قال مشتملا ولم يقل له صدر الكلام لعمومه ، إذ قد يكون مشتملا على ما له صدر الكلام وليس بصدر ، نحو : (غلام من ضربت)؟ والذي له صدر الكلام ، ضمير الشأن (١) ، والاستفهام ، وأسماء الشرط ، وكم الخبرية ، والمضاف إلى أحدهما ، ما خلا ضمير الشأن ، فإنه لا يضاف إليه لإبهامه ، ولام الابتداء ، والنفي ، والتعجب ، وما خرج مخرج المثل مثاله : (هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٢) (ومن جاءك)؟ و (من تكرم أكرم) و (وكم رجل ضربت)؟
و (غلام من جاءك) و (غلام من تضرب أضرب) و (غلام كم رجل ضربت) و (لزيد قائم) ، (ما أحسن زيدا) و (ما زيد قائم) ، (وسلام له) و (ويل له).
قوله : (مثل من أبوك)؟ هذا مثال الاستفهام ، قال نجم الدين : (٣) وهذا المثال لا يستقيم إلا على مذهب سيبويه (٤) إنّ (من) مبتدأ و (أبوك) خبره ، وعند غيره (من) [في](٥) هذا المثال خبر ، لأن الذي بعدها معرفة (٦) ، فيجب أن يكون هو المبتدأ ، والمثال المتفق عليه (من قام)؟ و (ما جاء بك) و (أيهم قام)؟
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٢٤ ، وشرح الرضي ١ / ٩٧.
(٢) الإخلاص ١١٢ / ١.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٩٧ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٣٩٥ ـ ٤٠٠.
(٤) ينظر الكتاب ٢ / ١٦١ ، وشرح الرضي / ٩٧ ، وقال ابن مالك والمبتدأ عند سيبويه في نحو (كم مالك؟) كم مع أنه نكرة والخبر مالك مع أنه معرفة ، وكذا نحو : (مررت برجل أفضل منه أبوه) أفضل عنده مبتدأ وأبوه خبر ، فجعل النكرة مبتدأ والمعرفة خبر. شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٠١.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) ينظر شرح المفصل ١ / ٩٨.