الثاني والثالث : قوله : (أو كانا معرفتين ، أو متساويين) يعني المبتدأ أو الخبر فـ (المعرفتين) نحو (زيد القائم) (١) و (المتساويين).
قوله : (أفضل منك أفضل مني) ولا فرق بين أن يكون المبتدأ والخبر اسمين نحو : (زيد أخوك) أو أحدهما وصف نحو (زيد القائم) لأنه مبنية على جواز كون الصفة مبتدأ خلافا للرازي ، والأمام يحيى بن حمزة (٢) فإنهما يجيزان تقديمها وتأخيرها ، لأنها متعينة عندهما للخبرية لكونها مسندة في المعنى : فكيف يسنده إليها واعترض مذهبهم بنحو (القائم العالم) فإن هنا لا بد من جعل أحدهما مبتدأ ، وأجيب عما أوردوه ، بأنا لا تجيز عن الصفة إلا بتأويلها بالاسم ، فإذا قيل (القائم زيد) فمعناه الذات المتصفة (٣) بالقيام زيد أو مسمى زيد ، ووجوب تقدم المبتدأ في المعرفتين ، والمتساويين مذهب البصريين (٤) ، لئلا يلتبس ، لأن المعنيين مختلفان ، لأنك إذا قلت (زيد العالم) جاز أن يكون غير زيد عالم وأما زيد فلا يكون إلا العالم ، وإذا قلت (العالم زيد) وجب أن يكون العالم زيد ولا يخرج شيء منه عن زيد ، ومنهم من أجاز التقديم والتأخير مطلقا وابن مالك (٥) وغيره فصّل ، بأنه إن كان ثم قرينة جاز التقديم والتأخير نحو :
[١٠٦] بنونا بنو أبنائنا وبناتنا |
|
بنوهن أبناء الرجال الأباعد (٦) |
__________________
(١) في الأصل (لقائم) وهو تحريف والصواب ما أثبته.
(٢) ينظر الأزهار الصافية ٢١٤ ـ ٢١٥.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٩٧.
(٤) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٢٢٨.
(٥) ينظر شرح التسهيل لابن مالك الجزء الأول ١ / ٤٠٢ ، وشرح الرضي ١ / ٩٧.
(٦) البيت من البحر الطويل ، وينسب للفرزدق وهو ليس في ديوانه المطبوع ، ينظر