ونحو :
[١٠٧] لعاب الأفاعى القاتلات لعابه |
|
... (١) |
أي بنو أبنائنا بنونا ، ولعابه لعاب الأفاعي ، وإلا لم يجز.
الرابع : قوله : (أو كان الخبر فعلا له ، مثل : «زيد قام») يعني أن يكون الخبر فعلا للمبتدأ ، فإنه لو قدم الخبر التبس الفاعل ، وأجازه الكوفيون (٢) مطلقا ، وفصل ابن مالك والسكاكي (٣) بأنه إن كان ثم ضمير بارز نحو (الزيدان قاما) و (الزيدون قاموا) جاز التقديم ، وإلا لم يجز ، ومما يجب فيه تقديم المبتدأ أن يكون قبل (إلا) نحو : (ما زيد إلا في الدار) أو بعد (إنما) ، نحو : (إنما زيد في الدار) لأنه يفيد حصر المبتدأ على الخبر
__________________
الإنصاف ١ / ٦٦ ، وشرح المفصل ١ / ٩٩ ، ٩ / ١٣٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٠٢ ، وشرح الرضي ١ / ٩٧ ، ومغني اللبيب ٥٨٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٤٨ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٢٣٣ ، وهمع الهومع ٢ / ٣٢ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٤٤.
والشاهد فيه قوله : (بنونا بنو أبنائنا) حيث قدم الخبر وهو بنونا على المبتدأ وهو (بنو أبنائنا) مع استواء المبتدأ والخبر في التعريف فإن كلا منهما مضاف إلى ضمير المتكلم وذلك لوجود قرينة معنوية تعين المبتدأ منهما.
(١) البيت من البحر الطويل وعجزه :
وأري الجنا اشتارته أيد عواسل
وهو لأبي تمام الطائي كما في ديوانه ١ / ٢٤٢ ، وينظر شرح الرضي ١ / ٩٨ ، والعواسل : جمع عاسلة وهي ذات العمل الصالح ، وأري : العسل ، ينظر اللسان مادة (عسل) ٤ / ٢٩٤٥.
والتمثيل فيه قوله : (لعاب الأفاعي لعابه) حيث استوى المبتدأ والخبر وكلاهما معرفة وكلاهما مضاف إلى معرفة فيجوز التقديم والتأخير كما أشار الشارح.
(٢) ينظر شرح المفصل ١ / ٩٢ ، والإنصاف ١ / ٦٥ وما بعدها.
(٣) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٠٣ وما بعدها. قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٠٤ ما نصه : ومما يمنع تقديم الخبر اقترانه بالفاء نحو الذي يأتيني فله درهم ، لأن سبب اقترانه بالفاء وشبهه بجواب الشرط فلم يجز تقديمه ، كما لا يجوز تقديم جواب الشرط. ينظر رأي السكاكي في مفتاح العلوم ٨٧.