وقوله :
[١٣٥] إنى لأمنحك الصدود وإننى |
|
قسما إليك مع الصدود لأميل (١) |
وقد تكون معرفة نحو : (صُنْعَ اللهِ)(٢) و (صِبْغَةَ اللهِ)(٣) و (كِتابَ اللهِ)(٤) و (وَعْدَ اللهِ)(٥) ، وإنما كان الله مما لا متحمل له ، لأن فعل الله حق ، ومنه (الله أكبر دعوة الحق) (٦).
قوله : (ويسمى توكيد لنفسه) وذلك لأنه يؤكد مضمون الجملة (٧) الذي هو الاعتراف.
قوله : (ومنها ما وقع مضمون جملة) أي معناها ، يحترز من مضمون المفرد ، نحو (رجع القهقري) (٨).
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو للأحوص في ديوانه ١٦٦ ، ينظر الكتاب ١ / ٣٨٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٧٧ ، والمقتضب ٣ / ٢٣٣ ، وسمط اللالئ ١ / ٢٥٩ ، وشرح المفصل ١ / ١١٦ ، وشرح الرضي ١ / ١٢٣ وخزانة الأدب ٢ / ٤٨ ، ٨ ، ٢٤٣.
والشاهد فيه قوله : (قسما) حيث نصبه على المصدر المؤكد لما قبله من الكلام الدال على القسم.
(٢) النمل ٢٧ / ٨٨ وتمامها : (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ.)
(٣) البقرة ٢ / ١٣٨ وتمامها : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ.)
(٤) النساء ٤ / ٢٤ وتمامها : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ.)
(٥) الروم ٣٠ / ٦ وتمامها : (وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.)
(٦) ينظر شرح الرضي ١ / ١٢٣ ، وشرح المفصل ١ / ١١٧.
(٧) قال الرضي في شرحه ١ / ١٢٣ : كما أن المصدر مؤكد لنفسه في نحو ضربت ضربا ، إلا أن المؤكد هاهنا مضمون المفرد أي الفعل من دون الفاعل لأن الفعل وحده يدل على الضرب والزمان وأما في مسألتنا فالاعتراف مضمون الجملة الاسمية بكمالها لا مضمون أحد جزئيها.
(٨) ينظر شرح المصنف ٢٩.