لا متعلق لها إلا (يا) أو (أدعو) ولا يتعلق بـ (يا) لأنه غير عامل. ولا بـ (أدعو) لأنه غير متعد بنفسه ، والصحيح أنه لام التخصيص ، وهي تكون في المستغاث نحو (يا الله) والمتعجب نحو (يا للماء) و (للدواهي) (١) دون غيرها وشذّ :
[١٤٥] يا لبكر انشروا لي كليبا |
|
يا لبكر أين أين الفرار (٢)؟ |
وقيل هو مستغاث ، ولا يدخل إلا على (يا) دون أخواتها ، وإنما قلنا : إنها للتخصيص للمناسبة بينها وبين المستغاث والمتعجب ، لأن المستغاث مخصوص من بين أمثاله بالدعاء ، والمتعجب مخصوص باستحضاره لغرابته من بين أمثاله ، وهي المعدية لـ (أدعو) المقدر عند سيبويه أو لحرف النداء القائم مقامه عند المبرد إلى المفعول ، وإنما جاز ذلك مع أن أدعو متعد بنفسه لضعفه بالإضمار ، أو لعطف النائب منابه ، ألا ترى أنك تقول : (ضربي لزيد حسن) و (أنا ضارب لزيد) ولا يجوز (ضربت لزيد) وإنما فتحت لام الجر مع المستغاث إما للفرق بينها وبين المستغاث له ، أو لوقوع المستغاث موقع المضمر ، تقديره (أدعوك) و (أستغيثك) ولام الجر مفتوحة معه ، ما خلا ياء المتكلم ، فحصل من هذا أن اللام مفتوحة ، ما لم
__________________
(١) ينظر الكتاب ٢ / ٢١٧ ، وابن يعيش ١ / ١٢٨ ، وشرح الرضي ١ / ١٣٤.
(٢) البيت من المديد وهو للمهلهل بن ربيعة يرثي أخاه كما في الكتاب ٢ / ٢١٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٦٦ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٨٢٢ ، وشرح الرضي! / ١٣٤ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٦٠.
والشاهد فيه قوله : (يا لبكر) حيث أدخل لام الاستغاثة مفتوحة على بكر للفرق بينها وبين المستغاث من أجله وكانت أولى بالفتح لوقوع المنادى موقع الضمير ، ولام الجر تفتح مع الضمائر.