قوله : (والخليل في المعطوف يختار الرفع) (١) يعني بالمعطوف الممتنع دخول (يا) عليه ، وحجته أن المعطوف عليه في حكم المستقل ، فكأن حرف النداء باشره ، وهو مذهب سيبويه (٢).
قوله : (وأبو عمرو) (٣) هو أبو عمرو بن العلاء والجرمي يختاران (٤) (النصب) وحجتهما ، أنه تابع ، وتابع المبني يعرب على محله ، ولأن (يا) ممتنع دخولها عليه.
قوله : (وأبو العباس) يعني المبرد (٥) (إن كان كـ (الحسن) فكا الخليل وإلا
__________________
(١) قال الرضي في شرحه ١ / ١٣٨ ـ ١٣٩ أي في المنسوق ذي اللام وإنما اختار الرفع مع تجويز النصب نظرا إلى المعنى لأنه منادى مستقل معنى وإن لم يصح مباشرة حرف النداء له فالرفع أولى تنبيها على استقلاله معنى كما في يا أيها الرجل.
(٢) ينظر الكتاب ٢ / ١٨٦ ، ١٨٧ قال الخليل في الكتاب ٢ / ١٨٦ (من قال يا زيد والنضر فنصب ، فإنما نصب لأن هذا كان من المواضع التي يرد فيها الشيء إلى أصله ، فأما العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون : يا زيد والنضر ، وقرأ الأعرج يا جبال أوبي معه والطير) فرفع وقد وجهت الآية في الصفحة السابقة ويقولون يا عمرو والحارث ، وقال الخليل رحمه الله هو القياس ، وكأنه قال ويا حارث ، ولو حمل الحارث على يا كان غير جائز البتة نصب أو رفع.
(٣) هو أبو عمرو بن العلاء وأبو عمر الجرمي يختار النصب في المعطوف ينظر همع الهوامع ١ / ٤١ ـ ٤٢ ، والمقتضب ٤ / ٢١١ ، ٢١٢.
(٤) هكذا العبارة في الأصل والجرمي [يختار] والأشبه ما أثبته.
(٥) قال المبرد في المقتضب ٤ / ٢١٢ ، ٢١٣ : (فإن عطفت اسما فيه الألف واللام على مضاف أو منفرد فإن فيه اختلافا. أما الخليل وسيبويه والمازني فيختارون الرفع فيقولون : يا زيد والحارث أقبلا وقرأ الأعرج (يا جبال أوبي معه والطير) وأما أبو عمرو وعيسى بن عمر ويونس وأبو عمر الجرمي فيختارون النصب وهي قراءة العامة).
وقال أبو بكر بن السراج في الأصول ١ / ٣٣٦ : وكان أبو العباس يختار النصب في قولك يا زيد والرجل ويختار الرفع في الحارث إذا قلت : يا زيد والحارث لأن الألف واللام في الحارث دخلت عنده للتفخيم والألف واللام في الرجل دخلتا بدلا من يا ، لأن قولك : النضر والحارث ، ونضر وحارث بمنزلة ، للتفصيل ، ينظر الكتاب ٢ / ١٨٦ ـ ١٨٧ والأصول ١ / ٣٢٦ ، والمقتضب ٤ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، وشرح المصنف ٣٠ ، وشرح الرضي ١ / ١٣٨ ، ١٣٩ ، وشرح المفصل ١ / ١٢٩ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٧٩٦ وما بعدها.