جملة مسمى بها ليست في تأويل المفرد جاز نداؤها من غير توصل ، لأن اللام بعض الاسم ، نحو أن يسمى بقولك (الرجل قائم) (يا الرجل قائم) ، لأن الجمل تحكى ، وإن كانت في تأويل المفرد ، نحو أن يسمى (بالذي قام) فقال سيبويه (١) لا بد من التوصل ، لأنها في حكم القائم وأجاز المبرد نداءها من غير توصل (٢) ، وأما المفرد فظاهر كلام المصنف أن يتوصل إليه مطلقا (٣) ، وفيه تفصيل وهو أن يقول : إن كان المعرف بصح أن يكون وصفا لـ (أي) واسم الإشارة ، جاز التوصل ، وذلك نحو (اسم الجنس والذي والتي) وما تفرع منهما ، فيقال (يا أيها الرجل) و (يا أيهذا الذي قام) وإن لم يصح ، لم يجز التوصل ، كأن تسمى بما فيه الألف واللام الجوامد ، فلا يقال (يا أيها النضر) ، ولا (يا أيها الصعق) ولا (يا أيها الزيدان والزيدون) في المثنى والمجموع ، بل إذا أردت نداء ما هذه حاله ، قلت (يا من هو النجم) و (يا من هو الصّعق) و (يا من هو النضر) ، ويكون خبرا لمبتدأ محذوف ، ولا يكون منادى ، ولا يتوصل إلى ندائه ، وفصّل بعض النحاة ، فقال : إن كان أصله الوصف ، أو اسم الجنس جاز أن يتوصل إلى ندائه ، ويكون حكمه حكم الجنس ، نحو (يا أيها الحارث) والجنس ، إلا لم يجز ، كـ (الزيدين) والزيدين والنجم والصعق).
قوله : (والتزموا) [و ٤١] (رفع الرجل لأنه المقصود) هذا مذهب سيبويه (٤) والجمهور لأنه لم يسمع إلا الرفع ولأنه المقصود (بالنداء) وإنما
__________________
(١) ينظر الكتاب ٢ / ١٨٨ وما بعدها.
(٢) ينظر المقتضب ٤ / ٢١٥ ـ ٢١٦.
(٣) ينظر شرح المصنف في ٣٠.
(٤) ينظر الكتاب ٢ / ١٨٨ وما بعدها ، وشرح المفصل ٢ / ٧.