أتى بأي توصلا إلى ندائه ، وإنما لم يقل ضمه ، لبعده عن حرف النداء ، فلما بعد صار معها ، ولما كان مقصودا اجتلبت صورة الضمة وأجاز المازني (١) والزجاج (٢) الرفع والنصب في الرجل فجعلوه صفة لـ (أي) واسم الإشارة ، وقاسوه على (يا زيد الظريف) وفصّل بعض المتأخرين ، فقال : إن دخل حرف النداء على (أي) والتنبيه فقط وجب رفع الرجل ، لأنه لا يكتفي بـ (أي) دون صفتها ، وإن دخل على الإشارة ، فإن أردت نداءها ، جاز في الرجل الوجهان وإن جعلتها وصلة إلى نداء المعروف وجب الرفع ، وقال الفرّاء والأخفش (٣) في (يا أيها الرجل) أي موصولة ، وذو اللام بعده خبر مبتدأ محذوف ، والجملة صلة أي ، وتقديره : (يا الذي هو الرجل) وإنما جاز حذف هذا المبتدأ لمناسبة التخفيف للمنادى ، وإنما بنيت (أي) وكان قياسها النصب ، لأن الموصول طويل بصلته يحذف صدر صلتها ، وضعف تفرد (أي) فالتزموا رفع توابعه ، بأن هذا المضمر لم يظهر في بعض الصور فيستدل به على حذفه في باقيتها.
قوله : (وتوابعه ، لأنها توابع معرب) أي والتزموا رفع توابعه لأنها توابع معرب ، وتوابع المعرب تتبع على لفظه ، سواء كانت مفردة نحو (يا أيها الرجل الظريف) أو مضافة نحو (يا أيها الرجل ذوا المال) وكلامه مبني على أنه جواب سؤال مقدر وهو أن يقال : إذا كان الرجل صفة للمنادى
__________________
(١) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٨٠٣ ، والهمع ٢ / ٥٢.
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج ٢ / ١٩ ، وشرح الرضي ١ / ١٤٣ ، والهمع ٢ / ٥٢.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ١٤٣ ، والعبارة منقولة عن الرضي دون أن يعزو هالة. من قول الأخفش إلى صلة أي ...).