المضموم ، فلم لم يجز نصبه؟ كما في (يا زيد الظريف) وأجاب بأنه المقصود بالنداء ، وأورد عليه سؤال ، وهو أن يقال : إذا كان هو المقصود بالنداء ، والمقصود بالنداء كالمنادى المضموم ، فأجيزوا في توابعه ما جاز في توابع المضموم ، وأجاب بقوله : (إنها توابع معرب) قال نجم الدين : (١) فصار الرجل في (يا أيها الرجل) كالنعامة ، إذا قيل : لم وجب رفعه؟ قيل : هو كالمنادى لأنه المقصود ، فإن قيل : فيجوز في توابعه ما في توابع المنادى المضموم ، قيل : هو ليس بنفس المنادى المضموم بل هو مثله. وأما تابع التابع فإن كان المنادى معربا مضافا كان منصوبا في الصفة والتأكيد وعطف البيان ، سواء كان التابع مفردا ، أو مضافا ، وسواء اتبعه التابع الأول أو المنادى ، وإن كان بدلا أو معطوفا بحرف ، فإن اتبعه التابع الأول كان منصوبا ، وإن اتبعه المنادى كان كالمستقل مثله : (يا عبد الله العالم محمد) و (يا عبد الله العالم ومحمد) وإن كان المنادى مبنيا ، فإن كان أبا واسم الإشارة فليس فيه إلا الرفع ، وهي مسألة الكتاب (٢) ، وإن كان غيرهما وهو المفرد المعرفة ، أو النكرة المقصودة فإن كانت الصفة والتأكيد وعطف البيان وأتبعته النابع الأول أعربته إعراب التابع رفعا ، كان أو نصبا ، مفردا كان أو مضافا ، وإن أتبعته المنادى وجب في المضاف النصب ، وفي المفرد الوجهان ، وإن كان بدلا أو عطفا بحرف فإن أتبعتهما المنادى كان كالمستقل يرفعان إن كانا مفردين وينصبان إن كانا مضافين وإن أتبعتهما التابع الأول أعربا إعرابه.
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ١٤٥.
(٢) ينظر الكتاب ٢ / ١٩١ وما بعدها.