قوله : (يا الله خاصة) يعني أدخلوا (يا) على اسم الله تعالى ، وفيه الألف واللام ، وهذا من حجج الكوفيين (١) ، واختلف في تأويله ، فقيل : إن أسماء الله تعالى توقيفية (٢) ، ولم يرد إذن شرعي بـ (يا أيها الله) وقيل لما كثر في استعمالهم [ظ ٤١] أكثر من غير خفف بحذف الوصلة ، وقيل كرهوا التوصل إلى أسماء الله تعالى بالمبهمات : قال الوالد : وفيه نظر لأن مثل ذلك لا يكون عذرا لهم في اللحن ، وقيل هي جزء من الكلمة لأنها تنزل منزلة الأصل ، لأنها عوض عن الهمزة التي هي فاء الكلمة ، لأن أصله اللاه (٣) فتقلت حركة الهمزة إلى اللام فحذفت فصار (اللاه) أدغموا اللام في اللام ثم فخموا بعد الفتح والضم دون الكسر.
والأكثر في نداء هذا الاسم الشريف (اللهم) والميم عند البصريين (٤) عوض عن حرف النداء ، وقد جمع بينهما في الشذوذ نحو قوله :
__________________
(١) ينظر الإنصاف ١ / ٣٣٥ وما بعدها.
(٢) أي أن صفات الله توقيفية ولا يجوز للعقل أن يضع صفة لله تبارك وتعالى إذ تحتاج هذه إلى القطع ولا يكون إلا في التواتر ، والأسماء والصفات بمعنى وإن كانت الأسماء أعم من الصفات ، وقوله لم يرد إذن شرعي بنداء (يا أيها الله) فالأمر ليس كذلك. إذ أنّ أي من المبهم وأن تتوصل إلى الله المعلوم بنداء المبهم فهذا تناقص ...
والإذن الشرعي ورود الدليل من الكتاب والسنة المتواترة على ذلك ...
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ١٤٥.
(٤) للتفصيل ينظر شرح الرضي ١ / ١٤٦ ، وشرح المفصل ٢ / ١٦ ، وشرح المصنف ٣١ ، والكتاب ٢ / ١٩٦ ، والإنصاف ١ / ٣٤١ وما بعدها.
مسألة ٤٧ القول في الميم في اللهم أعوض من حرف النداء أم لا؟ قال أبو اسحق يعني الزجاج : وقال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم (اللهم) بمعنى يا الله ، وإن الميم المشددة عوض من (يا) لأنهم لم يجدوا (يا) مع هذه الميم في آخر الكلمة فعلموا أن الميم في آخر الكلمة بمنزلة (يا) في أولها والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد) ينظر اللسان مادة أله ١ / ١١٦ ، والهمع ٣ / ٦٤.