يتكلم وفي المحضر من هو أفصح منه ، وأما (افتد مخنوق) (١) [ظ ٤٥] فهو مثل للحث على تخليص النفس من الشدائد ، وأصله : أن شخصا وقع بالليل على سيليك بن سلكة التميمي ، وهو نائم مستلق فخنقه ، وقال : افتد مخنوق ، فقال له سليك الليل طويل وأنت مقمر أي أتت من ما ذا عنى لك ففيم استعجالك في الأسر ، ثم ضغطه سليك فضرط فقال له سليك : (أضريطا وأنت الأعلى) (٢) فذهبت كلها أمثالا.
قوله : (وقد يحذف المنادى) قد للتقليل (ولا يحذف إلا جوازا مع قرينة) وهي وقوع الأمر والنهي بعدهما وغيرهما ، وإنما جاز حذفه لأنه مفعول والمفعول فضلة يجوز حذفه (٣).
قوله : (مثل ألا يا اسجدوا (٤) على الكسائي بتخفيف حرف التنبيه وهي (ألا) و (يا) للنداء وقوله تعالى : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ)(٥) وكذلك قوله :
__________________
(١) ينظر مجمع الأمثال ٢ / ٧٨.
(٢) ينظر مجمع الأمثال ١ / ٤٢٠. ويروى فيه أضرطا وأنت الأعلى.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ١٦٠.
(٤) النمل ٢٧ / ٢٥ ، وقرأ الكسائي والزهري وغيرهما : ألا يسجدوا لله بمعنى ألا يا هؤلاء اسجدوا) لأن يا ينادى بها الأسماء دون الأفعال وحكى بعضهم سماعا عن العرب : ألا يا ارحموا ألا يا اصدقوا يريدون ألا يا قوم ارحموا ... فعلى هذه القراءة في موضع جزم بالأمر والوقف على ألا يا ، ثم تبتدئ فتقول اسجدوا. قال الكسائي ما كنت أسمع الأشياخ يقرأونها إلا بالتخفيف على نية الأمر ... ينظر تفسير القرطبي ٦ / ٤٩٠١ وما بعدها ، وتفسير فتح القدير للشوكاني ٤ / ١٣٣ ، والبحر المحيط ٧ / ٦٥ ـ ٦٦ والسبعة ٤٨٠ ، وحجة القراءات ٥٢٦ ـ ٥٢٧ ، والكشف ١٥٦ ـ ١٥٧.
(٥) يس ٣٦ / ٣٠ وتمامها : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.)