سيبويه (١) أنه فعل مقدر ، ولا يقدر إلا مع المصدر ، والجار والمجرور ، إذا دخل عليهما الاستفهام ولا عمل لهما ، وعند الفارسي : (٢) أنهما العاملان من غير تقدير وقد يقدر الفعل مع الاستفهام وحده ، نحو (ما أنت وقصعة من ثريد) و (كيف أنت وقصعة من ثريد) والمقدر (كان) أو (يكون) التامتان (٣) ، لأنهما يقدران هاهنا كثيرا ، والنصب قليل ، والعطف أجود ، وزعم ابن عصفور (٤) أنه يتعين النصب حيث يريد معنى المعية لأنه يفوت بالعطف ، فحصل من هذا [و ٥٢] أن العطف ينقسم إلى واجب العطف ومختاره ، وواجب المعية ومختارها ، ومستوى الأمرين ، فواجب العطف حيث لا يكون ثم فعل ولا معناه ، نحو (زيد وعمرو أخواك) و (وكل رجل وضيعته) ومختاره في المنصوب الذي لا يتغير فيه المعنى نحو (رأيت زيدا وعمرا) وفي المجرور الذي لا يتعذر العطف ولا يتغير المعنى ، نحو (مررت بزيد وعمرو) وفي الاستفهام الذي لا مصدر له نحو (ما أنت وقصعة من ثريد) وواجب المعية حيث يتعذر العطف نحو (جئت وزيدا) و (مررت بك وزيدا) وحيث يتغير المعنى نحو (استوى الماء والخشبة) و (جاء
__________________
(١) ينظر على شيء لو ظهر حتى يلفظوا به لم ينقض ما أرادوا (من المعنى حين حملوا الكلام على (ما) و (كيف)
(٢) ينظر المقتصد في شرح الإيضاح ١ / ٦٦٢.
(٣) ينظر شرح المفصل ٢ / ٥١ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٨٩٥ ، وشرح الرضي ١ / ١٩٧. قال سيبويه فيما نقله الرضي عنه : قال سيبويه : إذا نصبت ما بعد الواو هاهنا مع قلته وضعفه وذلك لكثرة وقوعهما هاهنا والشيء إذا كثر وقوعه في موضع جاز حذف تخفيفا وصار كأنه منطوق به) ١ / ١٩٧ الرضي.
(٤) ينظر همع الهوامع ٣ / ٢٣٥.