[٢٢٩] لمية موحشا طلل |
|
يلوح كأنه خلل (١) |
موحشا حال من طلل ، واعترضه المبرد (٢) ، وجعل الحال من الضمير المستتر في لـ (مية) واختلف أصحاب سيبويه في كلامه ، فقال الصفار : (٣) مذهب سيبويه : أن ضمير النكرة إذا كان كذلك فالحال من الظاهر أولى من المضمر ، وقال ابن مالك (٤) مثل ذلك : إلا أنه لم يجعل ضمير النكرة نكرة ، بل قال : المعنى واحد لأن الضمير هو الظاهر ، فجعله من الظاهر أولى ، وقال ابن خروف : (٥) إن الظرف إذا كان خبرا وتقدم فلا ضمير فيه عند سيبويه (٦) والفراء (٧) ، وقال بعضهم : إن الخبر في نية التأخير.
فلو جعلت من ضميره لكانت الحال قد تقدمت على صاحبها ، وعاملها معنوي ، وذلك لا يجوز ، ويلزم على كلامهم أن يكون العامل في الحال غير
__________________
(١) البيت من مجزوء الوافر وهو لكثير عزة في ديوانه ٥٠٦ ، والكتاب ٢ / ١٢٣ ، والخصائص ٢ / ٤٩٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٦٦٤ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٥٣ ، وشرح الرضي ١ / ٢٠٤ ، وأوضح المسالك ٢ / ٣١٠ ، ومغني اللبيب ١١٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٤٩ ، والخزانة ٣ / ٢١١. ويروى لعزة بدل لمية ... ومن رواه لعزه فهو لكثير ومن رواه لمية فقد نسبه لذي الرمة.
والشاهد فيه قوله : (موحشا طلل) حيث نصب موحشا على الحال وكان أصله صفة لـ (طلل) فلما تقدمت الصفة على الموصوف أعربت حالا.
(٢) ينظر المقتضب ٤ / ٣٠٠ ، وشرح الرضي ١ / ٢٠٤ وقد رد الرضي كذلك على سيبويه في الصفحة نفسها.
(٣) الصفار هو : قاسم بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري البطليوسي الشهير بالصفار توفي بعد ٦٣٠ ه صنف شرح كتاب سيبويه شرحا حسنا يقال إنه أحسن شروحه ويرد فيه على الشلوبين بأقبح رد. ينظر ترجمته في البغية ٢ / ٢٥٦.
(٤) ينظر شرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ١ / ٥٤.
(٥) ينظر همع الهومع ٤ / ٢٣.
(٦) ينظر الكتاب ٢ / ١٢٢ وما بعدها ، وشرح الرضي ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦.
(٧) ينظر معاني القرآن للفراء ١ / ١٦٨ ، والهمع ٤ / ٢٣.