وقد اختلف في عامل الاستثناء ، فقال بعض الكوفيين : (١) (معنوي وهو المخالفة والأكثر أنه لفظي) فقال المبرد (٢) والزجاج (٣) العامل (إلا) لقيام معنى الاستثناء بها ، ومعناها استثني وقال الكسائي : (٤) وهو منصوب بأن المفتوحة مقدرة بعد إلا محذوفة الخبر تقديره : قام القوم إلا أن زيدا لم يقم ، وقال الفراء : (٥) إلا مركبة من (أن) و (لا) العاطفة أصله قام القوم أن زيدا لا قام ، فحذفوا الخبر وقدموا (إلا) على (زيد) إلى جانب أن وحذفت النون الثانية من (أن) وأدغمت الأولى في لام (لا) فإذا انتصب الاسم بعدها فب (أنّ) وإذا اتبع ما قبلها في الإعراب فب (لا) ، وذهب الجمهور (٦) إلى أن العامل ما قبل (إلا) بواسطتها مطلقا ، سواء كان فعلا أو معناه أو لا نحو : (القوم إخوتك إلا زيدا) وقد قيل : إن هذا المثال في معنى الفعل ، أي منسوب إليك بالأخوة ، وقيل : العامل ما قبلها فقط لأنه قد نصب (غير) أو (ليس) إلا صفة ، وأما المنقطع فـ (إلا) فيه بمعنى (لكنّ) التي للاستدراك ، وقال سيبويه : (٧) إنه منتصب بما ينتصب به المتصل و (لكنّ) المقدرة فيه كـ (لكن) العاطفة ، وإن لم تكن حرف عطف. وقال المتأخرون (لكنّ) هي
__________________
(١) ينظر شرح المفصل ٢ / ٧٦ ، وشرح الرضي ١ / ٢٢٦.
(٢) ينظر المقتضب ٤ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، والإنصاف ١ / ٢١٦.
(٣) ينظر شرح المفصل ٢ / ٧٦ ، وشرح الرضي ١ / ٢٢٦.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٢٦ وفيه رأي الكسائي وينظر شرح المفصل ٢ / ٧٧ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٩٤٢.
(٥) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٢٦ وفيه رأي الفراء ، وشرح المفصل ٢ / ٧٦ ، والأصول في النحو ١ / ٣٠٠ ، والجنى ٥١٧ ، وينظر الإنصاف ١ / ٢٦٠ وما بعدها مسألة ٣٤ القول في العامل في المستثنى النصب وآراء النحويين في ذلك.
(٦) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٢٦.
(٧) ينظر الكتاب ٢ / ٣٢٥ في قوله : هذا باب ما لا يكون إلى على معنى لكن.