المبتدأ نحو : (مالي إلا زيدا) تقديره : (مالي أحدا إلا زيدا) قال :
[٢٥٢] يطالبنى عمى ثمانين ناقة |
|
ومالي يا عفراء إلا ثمانيا (١) |
فثمانيا مستثنى من المبتدأ تقديره : و (مالي نوق إلا ثمانيا) وفي الخبر قوله :
[٢٥٣] هل هو إلا الذنب لا في |
|
الدنيا كلاهما يطمع أن يصيبا (٢) |
روي بنصب الذنب ورفعه وتقديره على النصب هل هو شيء إلا الذنب ، وإذا تكرر المستثنى فإن كان بعاطف أو تصح فيه التبعية ، كان حكمه حكم ما قبله نحو : (ما جاء إلا زيد وإلا عمرو) و (ما جاءني أحد إلا زيد وإلا عمرو ، وإلا زيدا وإلا عمرا) و (ما جاءني أخوك إلا زيد) إذا كان الأخ زيد قال :
[٢٥٤] مالك من شيخك إلا عمله |
|
إلا رسيمه وإلا رمله (٣) |
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لعروة بن حزام في نوادر القالي ١٦٠ ، ويروى فيه يكلفني بدل يطالبني. ويروى عجزه :
ومالي والرحمن غير ثمان
وينظر شرح الرضي ١ / ٢٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٧٩.
والشاهد فيه قوله : (إلا ثمانيا) حيث أجاز الفراء النصب على الاستثناء المفرغ استدلالا بهذه الرواية للبيت ، فإن المستثني فيه محذوف ، والتقدير : مالي نوق إلا ثمانيا ، والرواية الأخرى إلا ثمانيا وبالتالي يكون الاستثناء مفرغا ، والتقدير الأول قدره الشارح.
(٢) لم أقف على قائل له أو مصدر.
(٣) الرجز بلا نسبة في الكتاب ٢ / ٣٤١ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٩٤٨ ، ورصف المباني ١٧٤ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٦٠٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١١٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٢٧. ـ والشاهد فيه قوله : (إلا عمله إلا رسيمه وإلا رمله) وهنا أعرب عمله بحسب موقعه من الجملة على أنه استثناء مفرغ ، وعمله مبتدأ مقدم ، ورسيمه بدل ، وإلا أداة حصر ، ورمله معطوف على رسيمه.