[٢٩٤] وما الدهر إلا منجنونا بأهله |
|
وما صاحب الحاجات إلا معذبا (١) |
وأجيب بأنه شاذ واقع موقع دورانا ، كأنه قيل : وما الدهر إلا يدور دورانا ، لأن (المنجنون) الدولاب الذي يدور.
الرابع قوله : (أو تقدم الخبر) يعني على اسمها سواء كان ظرفا نحو (ما في الدار زيد أو غيره) نحو (ما قائم زيد) بطل العمل لضعفها ، فلا تقوى بالتصرف بخلاف (ليس) ، لأنها أصلية في العمل ، وقد أجاز بعضهم عملها إذا كان الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا نحو :
[٢٩٥] ... |
|
وإذ ما مثلهم بشر (٢) |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لأحد بني سعد ، ينظر شرح المفصل ٨ / ٧٥ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٥١١ ، وشرح الرضي ١ / ٢٦٧ ، ورصف المباني ٣٧٨ ، والجنى الداني ٣٢٥ ، ومغني اللبيب ١٠٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢١٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١١ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٩٢.
والشاهد فيه قوله : (وما الدهر ، وما صاحب ،) حيث أعمل ما مع انتقاض خبرها بإلا وهذا شاذ وخرّج على أنه بتقدير وما الدهر إلا يشبه منجنونا ، وما صاحب الحاجات إلا يشبه معذبا فهما منصوبان بالفعل الواقع خبرا وقدر الشارح أن يكون منجنونا منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : يدور دورانا.
(٢) قطعة من عجز بيت من البسيط ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ١٨٥ ، والكتاب ١ / ٦٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٦٢ ، والمقتضب ٤ / ١٩١ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٥١٠ ، وشرح الرضي ١ / ٢٦٧ ، ورصف المباني ٣٧٩ ، والجنى ٣٢٤ ، والمغني ٤٧٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ٧٨٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣٣ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٩٦. وتمامه :
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم |
|
إذ هم قريش وإذ ما مثلهم |
ويروى أعاد الله دولتهم بدل نعمتهم.
الشاهد فيه قوله : (وإذ ما مثلهم بشر) حيث عملت ما الحجازية مع تقدم خبرها على اسمها.