على معرفة اللفظ ، والوضع ، والمعنى ، والمفرد.
فاللفظ : (١) اشتقاق من الطرح ، يقال لفظته الأرض أي طرحته ، وهو في الأصل مصدر ، ثم استعمل في معنى الملفوظ به ، وهو المراد هنا ، كما تقول :الدينار ضرب الأمير ، أي مضروبه (٢).
وحدّه ما يخرج من الفم ، قاله الرماني (٣) ، وهو معترض بالريق ، وعلى هذا لا يقال لفظ الله ، كما يقال : كلام الله (٤) ، فلا يصح التحديد به لعدم عمومه ، والأولى أن يقال : هو الصوت المتقطع أحرفا ، فيخرج ما كان شاذا (حا) كصوت البهائم ، وطنين الذباب ، وصرير الباب.
والوضع : إيقاع لفظ على أمر يفهم عند سماعه ذلك الأمر ، والمعنى هو المسمى ، والمفرد ما لا يدلّ (٥) جزء لفظه على جزئه حين صار جزءا له كقولك (زيد) فإن أحد حروفه لا يدل على جزء له من ذاته ، وقوله : (حين صار جزءا له) ، كقولك : زيد ، فإن أحد حروفه ، مثل (غلام زيد) ، إذا سمى به ، فإنه قبل التسمية دال جزء لفظه على جزئه ، وبعد التسمية غير دالّ ،
__________________
(١) ينظر اللسان مادة (لفظ) ٥ / ٤٠٥٣.
(٢) ينظر الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية ١ / ١٧.
(٣) هو علي بن عيسى بن علي عبد الله أبو الحسن الرماني ولد سنة ٢٧٦ ه وتوفي ٣٨٦ ه من مصنفاته : التفسير وشرح أصول ابن السراج ، وشرح سيبويه ، وشرح المقتضب شرح الصفات ، معاني الحروف وغيرها ينظر ترجمته في البغية ٢ / ١٨٠ ـ ١٨١ ، ومعجم الأدباء ٧ / ٧٣ وما بعدها ، إنباه الرواة ٢ / ٢٩٤ وما بعدها ، الأعلام ٦ / ٣١٦.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٣ ، وشرح المفصل ١ / ١٩ ، واللسان مادة (كلم) ٥ / ٣٩٥٥ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢٥ ـ ٢٦. قال سيبويه في ١ / ٢٥ هذا باب الاستقامة من الكلام والإحالة.
(فمنه : مستقيم ، حسن ، ومحال ، ومستقيم كذب ، ومستقيم قبيح ، وما هو محال كذب) ثم ضرب أمثلة لكل نوع منها.
(٥) في الأصل (يدخل) ، وهو تحريف.