ويعبر بها عن عيسى عليه السّلام ، قال تعالى : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ)(١) ويعبر بها عن الكلام ، كقوله : «الكلمة الطيبة صدقه» (٢).
وأما الاصطلاح : فما ذكره المصنف (٣) وهو : (لفظ وضع لمعنى مفرد) فقوله : (لفظ) جنس الحدّ يدخل فيه المهمل والمستعمل ، وخرجت الخطوط والإشارات والعقود والنصب ، فإنها وإن دلت على معنى فليست بلفظ ، وقوله : (وضع) ، خرج ما كان بالطبع كقول الساعل : أح ، والنائم أخ ، قوله (لمعنى) خرجت المهملات نحو : كادث ، وما دث ، وديز مقلوب زيد ، (مفردا) احتراز من المركب ، نحو (قام زيد) ، و (زيد قام) ، وسائر التراكيب ، ويجوز في (مفرد) الرفع والجر ، فالرفع صفة للفظ ، والجر صفة للمعنى ، لكن الرفع ضعيف للفصل بين الصفة والموصوف ، ولأنه يرد عليه نحو : عبد الله (٤) مسمى به ، فهو لفظ مركب وضع لمعنى مفرد ، ومعرفة هذه الحقيقة موقوفة
__________________
(١) سورة النساء ٤ / ١٧١ وتمامها : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)(إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ...).
(٢) رواه البخاري في صحيحه باب طيب الكلام من كتاب الأدب ٨ / ١٤ ، وأحمد في مسنده ٢ / ٢٥١ ، ٢٥٢.
(٣) ينظر شرح المصنف ٦ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٢٩١ وشرح المفصل ١ / ١٩.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٣ وما بعدها.