تكليما. وقيل : هو مصدر لأنه قد عمل ، قال الشاعر :
[٢] فأشفى نفسى من تباريح ما بها |
|
فإن كلاميها شفاء لما بيا (١) |
والكلام يستعمل في اللغة وفي الاصطلاح ، أما اللغة فيستعل في معان ثلاثة (٢) على ما في النفس من إرادة الكلام وترتيبه وليس بمعنى مستقل قال :
[٣] إن الكلام لفى الفؤاد وإنما |
|
جعل اللسان على الفؤاد دليلا (٣) |
وعلى الخط لما بين دفتي المصحف تقول : هذا كلام الله ، وعلى الإشارة قال الشاعر :
[٤] إذا كلمتنى بالعيون الفواتر |
|
أجبت عليها بالدموع البوادر (٤) |
__________________
(١) البيت من الطويل وهو بلا نسيبة في شرح المفصل ١ / ٢١ وقبله :
ألا هل إلى ريّا سبيل وساعة |
|
تكلّمني فيها من الدهر خاليا |
وهمع الهوامع ١ / ٩٥ والبيتان لذي الرمة في الدرر ٥ / ٢٦٣. والشاهد فيه قوله : (كلاميها) حيث أعمل اسم المصدر (كلام) قال شارح المفصل ابن يعيش. وذهب الأكثرون إلى أنه اسم للمصدر وذلك لأن فعله الجاري عليه لا يخلو من أن يكون كلّم مضاعف العين مثل سلّم أو تكلم ، فكلّم فعل يأتي مصدره على التفعيل ، وتكلّم مثل تفعّل يأتي مصدره على التفعّل فثبت أن الكلام اسم للمصدر والمصدر الحقيقي التكليم والتسليم انته كلامه (١ / ٢).
(٢) ينظر شرح شذور الذهب ٥٢ ، وقد ذكر ابن هشام هذه المعاني الثلاثة.
(٣) البيت من الكامل وهو للأحظل كما في شرح شذور الذهب ٥٤ وينظر شرح المفصل ١ / ٢.
الشاهد فيه قوله : أنه استعمل الكلام على ما في النفس من معنى ، وأن العرب تطلق الكلام على المعنى الموجود في النفس.
(٤) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٢ / ٤٧٢ ، ولم ينسبه.