وأما الاصطلاح فقوله : (ما تضمن كلمتين بالإسناد). فقوله : (ما) جنس للحدّ ، فلو قال : (قول تضمّن) ، أو كلمتان أسندت إحداهما إلى الأخرى لكان أولى (١) ، ويدخل في (تضمن) المنطوق به ، نحو : (زيد قائم) ، والمقدر نحو : (قم) بخلاف ما لو قال : (تركّبت) ، لأن التركيب يستدعي التعدد لفظا ، قال ابن الحاجب (٢) قوله : (كلمتين) ، يحترز عن الكلمة الواحدة ، وقوله بالإسناد : يعني (المفيد) كإسناد الجمل ، ويخرج المضاف والمضاف إليه وسائر المركبات لأن إسنادها غير مفيد ، لأن المراد بالإسناد ، نسبة أحد الجزأين إلى الآخر لإفادة المخاطب ، ولا يقال : هذا إضمار في الحد ، لأن اللام للعهد ، إذ المشهور من الإسناد في اصطلاح النحاة : إسناد الجمل وهو المفيد ، ويرد على حده من إسناد الجمل نحو : (إن قام زيد) ، فإنه تضمن كلمتين بالإسناد وليس بكلام ، فقيل : إنّ دخول حرف الشرط حالة عارضة ولا عبرة به ، وقال الأندلسي (٣) والإمام يحيى (٤) بن حمزة : لا بد في الحد من أن يقال : (وحسن السكوت عليه) (٥).
__________________
(١) ينظر شرح المفصل ١ / ٢.
(٢) ينظر شرح المصنف ٦.
(٣) الأندلسي هو القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر الأندلسي الإمام أبو محمد اللورقي النحوي المتوفى ٦٦١ ه. قال ياقوت عنه : إمام في العربية عالم بالقراءات صنف شرح المفصل في أربعة مجلدات ، وشرح الجزولية والشاطبية ينظر ترجمته في البغية ٢ / ٢٥٠ ، ومعجم الأدباء ١٦ / ٢٣٤.
(٤) الإمام يحي بن علي بن إبراهيم العلوي الطالبي ولد ٦٦٩ ه ومات ٧٤٥ ه له مصنفات كثيرة في أكثر العلوم العربية والإسلامية منها الأزهار الصافية في شرح المقدمة الكافية ، وشرح الطراز في البلاغة.
تنظر ترجمته في البدر الطالع ٢ / ٣٣١ ، والأعلام ٨ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، وينظر رأيه في الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية ٢٦ ـ ٢٧.
(٥) وهذا ما ذهب ابن مالك في ألفيته وهو ما اصطلح عليه النحاة وهو اللفظ المفيد فائدة ـ يحسن السكوت عليها) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ١٤ ، وشرح المفصل ١ / ٢٠ ، قال ابن مالك في الألفية :
كلامنا لفظ مفيد كاستقم |
|
واسم وفعل ثم حرف الكلم |