الرابع : أن لا تجمع جمع التكسير ، فإن جمعت أعربت بالحركات ، تقول : (هؤلاء آباؤه وإخوته) و (رأيت آباءه وإخوته) و (مررت بآبائه وإخوته).
قوله : (بالواو والألف والياء). أي بالواو في الرفع والألف في النصب والياء في الجر. تقول (هذا أبوه وأخوه) و (رأيت أباه وأخاه) و (مررت بأبيه وأخيه) ويقال لم أعربت هذه الأسماء بالحروف؟ ثم بعد ذلك ما هذه الحروف؟ أما لم أعربت؟ فاختلف فيه ، فقيل على طريق الشذوذ ، وصفت بأنها وجدت في القرآن وفي فصيح الكلام وقيل توطئة وتمهيدا لما بعدها (١) ، وهو المثنى والمجموع ، وضعف بأن الشيء لا يكون توطئة لغيره ، وقيل عوضا عن حذف لاماتها وضعف بأنه يلزم ذلك في (يد) و (دم) (٢) وقيل لأنها أسماء فكثرت بمضافاتها لفظا ومعنى فصارت على أكثر من واحد فأعربت بأكثر من إعراب واحد ، وليس أكثر من الحركة إلا الحرف ، ويكثرها لفظا ـ هاهنا وهو الإضافة ـ ومعنى وهو استلزامها غيرها فـ (الأب) يستلزم ابنا ، و (الأخ) أخا و (الحم) زوجة وزوجا وإخوة له ، و (الهن) والفم لا يكونان إلا في جسد حيوان ، و (ذو) بمعنى صاحب ، والصاحب لا بد له من مصاحب وهذا القول هو اختيار المصنف (٣) وأما ما هذه الحروف؟ فاختلف فيها فقال قطرب (٤) والزيادي (٥) وبعض
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٨ ، والإنصاف ١ / ٣٢.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٨ ، والإنصاف ١ / ٣٢.
(٣) ينظر شرح المصنف ٩ ، وشرح الرضي ١ / ٣٠.
(٤) محمد بن المستنير أبو علي النحوي المعروف قطرب مات سنة ٢٠٦ ه ، وصنف المثلث والنوادر ، والصفات والأضداد ، وإعراب القرآن ، والمصنف الغريب ، ومجاز القرآن ، ينظر ترجمته في البغية ١ / ٢٤٣ ، معجم الأدباء ١٩ / ٥٣ ـ ٥٤ ، ينظر رأي قطرب في الإنصاف ١ / ٣٣ والهمع ١ / ١٢٣.
(٥) الزيادي إبراهيم بن سفيان بن سليمان أبو إسحاق الزيادي مات سنة ٢٤٩ ه ، صنف النقط والشكل ، والأمثال ، شرح نكت سيبويه وغيرها ، ينظر ترجمته في بغية الوعاة ١ / ٤١٤ ، ومعجم ـ الأدباء ١ / ١٥٨ ـ ١٦١ ، وينظر رأي الزيادي في شرح المفصل ١ / ٥٢ ، والهمع ١ / ١٢٣.