الثاني : أنها كانت معربة في الإفراد بالحركات ، والإضافة لا تغير حكما للكلمة في الإعراب.
الثالث : أن الكلمة يختل بحذفها ، ودليل الإعراب لا تختل الكلمة بحذفه ، وأما التثنية والجمع فإنما اختلا بالحذف ، لم تختص لدلالته الإعراب بل انضمت إليه دلالة على التثنية والجمع وقلبت في حال النصب والجر ليكون أقرب إلى الحركة المقدرة عليها ، وقال الكسائي (١) والفراء (٢) الضم إعراب بالحركة ، والواو إعراب بالحرف ، وضعف بأنه لم يعهد ، وقال المازني (٣) والزجاج : (٤) إن هذه الحروف إشباع نشأت عن الحركات الإعرابية وأصله (هذا أخك) و (رأيت أخك) و (مررت بأخك) فنشأت الواو من الضمة والألف من الفتحة والياء من الكسرة وحجتهم في الواو :
[١٢] وإننى حيثما يثنى الهوى بصري |
|
من حيثما سلكوا أدنو فأنظور (٥) |
والأصل فأنظر وفي الألف :
[١٣] ومن ذم الرجال بمنتزاح (٦) |
|
... |
__________________
(١) ينظر رأي الكسائي في الهمع ١ / ١٢٥.
(٢) ينظر رأي الفراء في الهمع ١ / ١٢٥.
(٣) ينظر الإنصاف ١ / ١٧ ـ ١٨ ، وشرح المفصل ١ / ٥٢ ، وشرح الرضي ١ / ٢٧ ، ١ / ١٢٥.
(٤) ينظر رأي الزجاج في الهمع ١ / ١٢٥.
(٥) البيت من البحر البسيط لابن هرمة في ملحق ديوانه ٢٣٩. ينظر اللسان مادة (شرى) (حتور). ينظر الإنصاف ١ / ٢٣ ـ ٢٤ ، وخزانة الأدب ١ / ١٢١ ، ٧ / ٥١ ينظر شرح شواهد المغنى ٢ / ٧٨٥.
والشاهد فيه قوله : فأنظور حيث أشبع ضمة الظاء للضرورة.
(٦) البيت من الوافر وهو لابن هرمه في ديوانه ٩٢ ، ولسان العرب مادة نزع ٦ / ٤٣٩٣ ، ـ والإنصاف ١ / ١٢٥ ، وينظر الخزانة ٧ / ٥٥٧.
وصدره :
وأنت من الغوائل حين ترمي
والشاهد فيه قوله : حيث أشبع فتحة الزاي فصارت ألفا وذلك للضرورة وأصلها بمنتزح ـ الغوائل جمع غائلة منتزح مصدر ميمي فعله انتزح أي بعد