ضموا العين اتباعا للام الفعل كفعلهم في (امرؤ) و (ابنم) ، وحذفوا حركة اللام لأنها حرف علة وبقيت الواو لانضمام ما قبلها ، وفي الجر كذلك ، وقلبت ياء لانكسار ما قبلها وسكونها والنصب كذلك ، وقلبت ألفا لانفتاح ما قبلها ، وقال الربعي : (١) أصلها في حال الرفع أبوك برفع الواو وثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى ما قبلها بعد حذف حركته فصارت أبوك بسكون الواو ، وفي حال النصب رأيت أبوك بفتح الواو وبحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلبت ألفا فصار أباك ، وفي الجر مررت بأبوك بكسرها ثقلت الكسرة عليها فنقلت إلى ما قبلها بعد حذف حركته ثم قلبت الواو ياء لتصبح الكسرة كما قيل في ميعاد وميزان (٢) وضعف بأنه جعل الإعراب بالحركة على غير الأخف ، قال ابن الحاجب (٣) ظاهر كلام سيبويه (٤) أن لها إعرابين ، تقديري بالحركات ، ولفظي بالحروف.
قال لأنه قدر الحركة ثم قال في الواو ، وهي علامة الرفع ، وهو ضعيف لحصول الكفاية بأحد الإعرابين ، وحجة سيبويه وجوه ثلاثة :
الأول : أن دليل الإعراب لا يكون من نفس الكلمة ، وهذه الحروف إما لام الكلمة أو عينها ، وبعض الكلمة لا يدل على المعنى العارض فيها وأما التثنية والجمع فحروفهما ليست من نفس الكلمة.
__________________
(١) الربعي هو : علي بن عيسى بن الفرج بن صالح الربعي أبو الحسن الزهري أحد أئمة النحويين وحذاقهم أخذ عن السيرافي ولازم الفارسي عشر سنين تنظر ترجمته في معجم الأدباء ١٤ / ٧٨ ـ ٨٥ وبغية الوعاة ٢ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، ينظر رأيه في شرح الرضي ١ / ٢٨.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٧.
(٣) نقل الرضي كلام ابن الحاجب في ١ / ٢٧ ، والعبارة منقولة عن الرضي دون عزو من الشارح إليه.
(٤) ينظر الكتاب ٢ / ٢٠٣ ـ ٣ / ٤١٢.