ولكن لاحتمال وقوع المشاكل والتبعات المستقبلية على موسى وجماعته.
لذلك فإنّ موسى عليهالسلام أسف على هذا الأمر (قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ).
وبتعبير آخر : فإنّ موسى عليهالسلام كان يريد أن يبعد الفرعوني عن الرجل الإسرائيلي ، وإن كان الفرعونيون يستحقون أكثر من ذلك. لكن ظروف ذلك الوقت لم تكن تساعد على مثل هذا العمل ، وكما سنرى فإن ذلك الأمر دعا موسى عليهالسلام إلى أن يخرج من مصر إلى أرض مدين وحرمه من البقاء في مصر.
ثمّ يتحدث القرآن عن موسى عليهالسلام فيقول : (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
ومن المسلم به أنّ موسى عليهالسلام لم يصدر منه ذنب هنا ، بل ترك الأولى ، فكان ينبغي عليه أن يحتاط لئلا يقع في مشكلة ، ولذلك فإنّه استغفر ربّه وطلب منه العون ، فشمله اللطيف الخبير بلطفه.
لذلك فإنّ موسى عليهالسلام حين نجا بلطف الله من هذا المأزق (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ) من عفوك عني وانقاذي من يد الأعداء وجميع ما أنعمت علي منذ بداية حياتي لحدّ الآن (فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ). ومعينا للظالمين.
بل سأنصر المؤمنين المظلومين ، ويريد موسى عليهالسلام أن يقول : إنّه لا يكون بعد هذا مع فرعون وجماعته أبدا .. بل سيكون إلى جانب الإسرائيليين المضطهدين ..».
واحتمل بعضهم أن يكون المقصود بـ «المجرمين» هو هذا الإسرائيلي الذي نصره موسى ، إلّا أن هذا الاحتمال بعيد جدّا ، حسب الظاهر.
* * *