قومك الذين هم على ضلال لعلهم يهتدون ولعلهم يتذكرون.
هنا ينقدح هذا السؤال : كيف يقول القرآن : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) [أي العرب المعاصرين للنبي محمّد صلىاللهعليهوآله] في حين أنّنا نعرف أن الأرض لا تخلو من حجّة لله ، وكان بين العرب أوصياء للأنبياء السابقين (كأوصياء عيسى عليهالسلام).
وفي الجواب على ذلك نقول : المقصود من ذلك هو إرسال رسول يحمل إلى قومه كتابا سماويّا بيّنا .. لأنّ بين عصر عيسى عليهالسلام وظهور نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله قرونا مديدة ، ولم يأت بين عيسى والنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيّ من أولي العزم ، ولذلك فقد كان هذا الموضوع ذريعة للملحدين والمفسدين.
يقول الإمام علي عليهالسلام في هذا الصدد «إن الله بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة ، فساق الناس حتى بوأهم محلتهم وبلغهم منجاتهم» (١).
* * *
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٣٣.