مقاومة هذا الجسم للمرض ضعيفة ، فخطر المرض عليه شديد ، كذلك القلب المريض أو القاسي ، يصعب عليه مقاومة الاشاعات الشيطانية التي تنتشر وتلقى هوى في النفس.
مثلا : انك ترى قلوب الجاهليين المريضة بحب «الغرانيق العلى» ، والتي تراكمت عليها أثار عبادة الأصنام ، وتحن الى أيام الصبا حيث كانوا يتساقطون امام الأصنام المزخرفة ، ويسحرون على وقع الاناشيد والطبول ، وفي احتفالات اللعب واللهو وبانتظار موائد الطعام والشرب والمسكرات ، ومع صبايا الحي الجميلات والصبيان الحسان.
انك تراها اليوم تتلهف الى اشاعة تروج في مكة ، بان النبي قد مدح هذه الأصنام ، ووقع ساجدا لها ، واعطى الشرعية من جديد لها ، وتتناقل الأفواه هذه الشائعة المفضوحة بشوق عظيم ، وإذا بها تصبح مادة اعلامية لكل من سولت نفسه النيل من مقام سيد البشر ومنار الهداة وقدوة الصالحين محمد بن عبد الله الطهر الطاهر المطهر ، الذي عصمه الله من كل ذنب ، صلى الله عليه وعلى آله المعصومين.
وتستمر الأفواه تتناقلها حتى اليوم حيث تتلقفها أقلام المستشرقين وتنسج حولها بيوت العنكبوت ومن راجع كلمات المستشرقين ومحاور تركيزهم وجدها تدور في الأغلب حول تلك الاشاعات الكاذبة التي روجتها أفواه الحاقدين على الرسول (ص) ، ثم دخلت في كتب التاريخ اما بسهو أو عبر أصحاب القلوب المريضة الذين تظاهروا بالإسلام ، وهم ينوون النيل من الإسلام كبني أمية ، وأحزابهم.
ومع الأسف استرسلت أقلام بعض المفسرين مع هذه التقولات الكاذبة حتى صنعت من الرسول شخصية مفروزة ، ولم تلتفت الى الحديث المجمع عليه والمأثور