القاءات الشيطان في قلوب المشركين ، التي أضافوها الى الآيات ، واشاعوها بين الناس ، ليشبهوا على الناس ، الا ان الله سبحانه ـ الذي وعد بحفظ القرآن عن عبث العابثين وتحريف المبطلين ـ احكم آياته ، وفضح القاءات الشيطان ، وقد ذكر كثير من المفسرين هذا الاحتمال في هذه الرواية التاريخية.
[٥٣] ان قلوب الناس على ثلاثة أنواع : السليم ، والمريض ، والقاسي ، والقلب السليم يعصمه الله عما يلقي الشيطان في امنياته ، بينما القلب المريض والقاسي يلقيان ما يلقيه الشيطان ، ويصبح بالنسبة إليهما فتنة تستهويهما ويصعب عليهما التخلص منها.
لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ
ما هو القلب المريض والقاسي؟
لعل امراض القلب هي تلك العقد النفسية ، التي تظهر في الصفات الرذيلة كالحسد والحقد والكبر واليأس ، وحب الرئاسة ، والجدل في الله بغير حق.
واما قسوة القلب فهي التي تنشأ بسبب تراكم اثار الذنوب عليه ، فاذا به لا يستجيب للحق ، ولا يهتز للانذار والتبشير ، ولا يعتبر بمصير المجرمين ، ولا ينتفع بآيات الله في الافاق.
وكيف تصبح القاءات الشيطان بالنسبة إليهما فتنة؟
لأن القلب المريض أو القاسي يبحث أبدا عما يتوافق معه ، فأنه يستجيب سريعا لوساوس الشيطان ويكون مثله مثل الجسم المريض الذي تكاثرت فيه الجراثيم ، وضعفت مناعته الذاتية ، فاذا به يتلقف الجراثيم الجديدة بسهولة ، ان