عن النبي صلّى الله عليه وآله : (ستكثر من بعدي القالة) ولم تلتفت الى حذر أصحاب الرسول من بعده عن قبول الأحاديث الا إذا شهد عليها شاهدان ، وقد طردوا بعض الرواة وضربوهم بالدّرة ، لأنهم أكثروا من نقل الحديث غثة وسمينة.
وقد تصدى أئمة أهل البيت بحزم لهذه الظاهرة الخطيرة وأصروا بان يعرض كلام الرسول وكلامهم أيضا على كتاب الله. فما وافق كتاب الله أخذ وما خالف كتاب الله ضرب به عرض الحائط ، واستطاعوا ان يفندوا الكثير من الاشاعات الضالة بهذا المقياس الرشيد.
وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ
ان الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي ، حتى مرضت قلوبهم وقست واستجابت لفتنة الشيطان انهم بعيدون عن الحق كثيرا.
ويستوحي من الآية الكريمة : ان قسوة القلب مرحلة تالية لمرضه ، وان ما يسبب مرض القلب هو الظلم فاذا فحش وازداد قسى القلب.
[٥٤] وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ
يتميز الذين أوتوا العلم ، بأن موقفهم أخذ في التكامل فمن العلم الى الايمان الى الإخبات ، ذلك لان العلم هو اكتشاف الحقيقة والايمان هو الاعتراف بها ، والإخبات هو ان تتبعها بكل كيانك.
وهذا التكامل يتم عبر الصراط المستقيم الذي كلما مشى فيه الإنسان ظهرت له معالم الحق ، والله هو الذي يهدي المؤمنين الى هذا الصراط ، ولا أحد سواه قادر على الهداية اليه.