بل ومن رسالات الله كان خاطئا. حيث تقطعوا أمرهم بينهم زبرا. لماذا؟ لأنهم اغتروا بالنعم وفرحوا بها وزعموا ان ذلك دليل سلامة خطهم وهم لا يشعرون.
ومن أبرز صفات المؤمنين : انهم لا يغترون بالنعم ، ولا بما يؤتون من الصدقات ، فما جزاء أولئك الا العذاب المباغت الذي ينزل بمترفيهم ، فاذا هم يجأرون ، وذلك جزاء استكبارهم.
ويعالج القرآن الحكيم في هذا السياق (٥١) سلسلة من الأمراض التي تصيب القلب بسبب تواتر النعم ، ويعطي بصائر ينظر من خلالها المؤمنون الى الحياة ، ومن نعم الله فيها ، فلا يزدادون بها الا ايمانا وتسليما.
ثم يعود ويذكرنا بنعم الله علينا (٧٨) ويخص السياق جانبا هاما من دروس آخر السورة بالايمان بالآخرة ، لأنه بذاته جزء من الايمان ، وفي ذات الوقت ، مكمل للايمان بالله ، وشرط للايمان بالرسالات.
فالله يحيي ويميت ، ويدبر الحياة ، وهو بالتالي قادر على أن يعيد الإنسان بعد ما كان ترابا وعظاما.
ويساعدنا الذكر الحكيم على تجاوز عقبات في طريق الايمان كالجهل ، والغفلة ، والفسق ، والتأثر بضلالات الغواة (٨٤).
ومن تلك العقبات الزعم بان الله شريكا ـ سبحانه وتعالى ـ والقرآن يذكرنا بسخافة هذا الزعم (٩١).
ولكي يتميز المؤمنون عن الكفار يأمر الله رسوله بان يستعيذ بالله من العذاب الذي ينزل على الظالمين ، ويأمره بالسيرة الحسنة ، وبالاستعاذة بالله من همزات الشياطين ، بل وحتى من مجرد حضورهم (٩٣).