المعرفة بأن الله لا يحتاج الى ماله ولا نشاطه ، وانما ينفق ذلك لنفسه ، ولتدوير الثروة ، وتوزيعها العادل ، ولتطهير قلبه من درن البخل ، والمجتمع من آفة الطبقية.
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً
شيئا ينفقونه وكأنه يخرج من أموالهم ، وهو يقابل (الدخل).
فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ
كيف يطلب النبي المشمول ببركة الله ، وفيض عطائه من البشر الضعيف الفقير شيئا ، بل ماذا تعني ثروة الدنيا عند نبي تضاءلت الشمس والقمر أمامه.
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
فالله الرزاق ، الذي لا حد لعطائه ، ولا ذلّة ، وهو الغني الحميد.
[٧٣] وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ
انك ايها الرسول تدعوهم الى انتهاج برامج صائبة لحياتهم. تتمثل في الصراط المستقيم الذي يصل بهم لو اتبعوه الى أهدافهم ، ومشكلة الإنسان في كثير من الأحيان انه يعرف هدفه ، ولكنه يفتقر الى الطريق والوسيلة الصائبة في بلوغه ، ورسالات الله تهديه الى السبيل الأقوم إلى أهدافه الفاضلة.
وأظهر مصاديق ـ الصراط المستقيم ـ بل وميزان الصراط المستقيم. القيادة الرشيدة ، والامام العادل الذي نصبه الله للناس علما ، يميزون الحق به عن الباطل ، وهو متمثل في شخص الرسول ، والائمة المعصومين من بعده (ع) والعلماء بالله. الأمناء على حلاله وحرامه من بعدهم ، و قد جاء في حديث مأثور عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ انه قال لعلي ـ عليه السّلام ـ :