«من أحبك لدينك ، وأخذ بسبيلك ، فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هداك ، وأبغضك وانجلاك ، لقي الله يوم القيامة لا خلاق له» (١)
[٧٤] وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ
ذلك أن الإيمان بالآخرة يشكل حجر الزاوية في كيان الإنسان العلمي ، أو ليست معرفة النهاية تساهم في معرفة حقائق الحياة ، ومن لا يعرف حقيقة الدنيا ، يزعم انها دار راحة ، وجزاء ، وحين لا يجدهما فيها يزداد شقاء ، ومن لا يؤمن بالآخرة لا يعرف هدف الحياة ، فيهدف فيها ما يضره ولا ينفعه ، أو يهبط الى مستوى العتو ، وقد ينتحر ، لأنه لا يجد طعما لحياته ، ومن لا يعتقد بالآخرة يتوغل في عبادة الشهوات ، ويحتجب بها عن معرفة الله ، ولا يلتزم بشرائعه ولا يهتدي برسالاته ، فهو في ضلال بعيد ، ولعله لذلك لم يقل الرب : ان الذين لا يؤمنون بالله ، بل قال : «وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ».
[٧٥] وماذا يفعل الله بالإنسان حين يتنكب عن الصراط؟
هل يرزقه النعم ويرحمه ، فاذا به يتوغل في الطغيان؟!
أم ينزل عليه النقمة فاذا به لا يرتدع ولا يتضرع الى الله؟!
وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ
كالفقر ، والمرض ، والخوف.
لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ
__________________
(١) المصدر / ص ٥٤٨.
انجلاك : ترك سبيلك. أي انجلى عنك.