المجتمع ، يؤكد القرآن على ان للتوبة بابا واسعا فتحه الله أمام الناس كي يصلحوا ما أفسدوه ، لان الله سبحانه وتعالى ـ وهو خالق الإنسان ـ يعلم بما أودعه في هذا الكائن من شحنات غريزية تبرر الزلل والسقوط لديه ، فلو لا فتح أبواب التوبة له ، فانه لن يتمكن من النهوض بعد السقوط.
بينات من الآيات :
[١] سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
أنزل الله السورة فأوجبها ، وحافظ عليها ، برغم كل الأهواء ، والشهوات والضغوط ، التي تحاول سلب القرآن قدسيته ومحتواه. والآيات الواضحة التي جاءت في السورة ، هي التي تذكّر الإنسان. لأن قلبه مفطور على الحقائق ، وانما يحتاج الى مذكر يثير فيه كوامن الفطرة ودفائن العقل.
الحدود الشرعية حصانة المجتمع :
[٢] بالرغم من ان الاسرة تبدأ عمليا بالزواج ، الا ان القرآن لا يبدأ بذكره ، بل يذكر عقوبة الزنا أولا ، والسبب أنه من دون قانون يحصن الاسرة ويحفظها من الانحراف والاعتداء ، تسقط كل القوانين الاخرى ، فما فائدة الحصن الذي لا يحميه جدار رفيع؟
وما هي فائدة الزواج في البلاد الغربية ، التي يجد فيها قطبا الاسرة الطريق مفتوحا لإشباع الغريزة الجنسية خارج البيت؟
إذن تبدأ الاسرة في الواقع عند ما تعطى لها حصانة ، بفرض العقوبة على من يخترقها.