الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ
الجلدة هي الضربة التي تلامس جلد الإنسان ، ولان ما تلذذ به الزاني كان عن طريق جلده ، الذي لامس جلد الجنس الآخر ، فعليه ان يتذوق الألم عقابا له على هذه اللذة المحرمة. صحيح ان النفس البشرية تتألم لمنظر إنسان عار يجلد مائة جلدة ولكن يجب ان لا ننسى أنه انتهك حرمة دين الله. فاذا سمحنا له بالهرب من طائلة العقوبة ، فذلك يعني ان نعرّض المجتمع كله للفساد ، لذا ينهانا القرآن ان نرأف بالزناة لأن التشديد عليهم يصلحهم من جهة ، ويكون رادعا للآخرين عن التورط في هذه الجريمة البشعة من جهة أخرى.
وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ
ولعله لذلك أكد القرآن هذا الحكم بقوله سبحانه :
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ان الحدود الشرعية ذات قيمة أساسية في المجتمع ، وكثير من الناس تأخذهم الرأفة حينما يعدم قاتل أمام أعينهم ، أو يجلد الزاني ، أو تقطع يد السارق ، دون ان يعرفوا خلفية هذا العمل العظيم ، فاعدام القاتل ـ مثلا ـ يمنع القتل عن الكثيرين ، وبالتالي يمنح الحياة للمجتمع ، وهكذا جلد الزاني يحصن الاسرة ، وقطع يد السارق يحافظ على ثروات الناس.
وهكذا إذا أنتشر الزنا في المجتمع فان بيوتا وأسرا ستتدمر ، وان أطفالا ابرياء سيضيعون ، أو سوف يتربون على العقد المتراكمة ، التي تتحول الى جرائم بشعة. أوليس أكثر الذين دمروا الحضارات كانوا من أبناء البيوت الفاسدة التي لم تعرف شرفا للأسرة؟