منه التكليف» (١)
العفة سور المجتمع :
[٣] الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ
من طبيعة الحياة الاجتماعية ان الشرفاء من الرجال أو النساء ـ لا فرق ـ ، لا يبحثون الا عن نظائرهم ، بينما نجد عكس ذلك لدى الهابطين خلقيا من الناس ، الذين يبحثون عن أمثالهم ، لذا ولخطورة الاختلاط ، فان الله يريد فصل مجموعة الزناة والزانيات عن المجتمع ، ليحصنه بسور العفة والشرف. ولعل في ربط كلمة الشرك بالزنا ، اشارة الى ان الزنا نوع من الشرك الخفي ، أو ليس ينطوي على عبادة الشهوات والهوى؟
وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
لقد جاءت في هذه العبارة القرآنية رواية مأثورة عن الائمة (ع) ، في أنه يحرم نكاح الزانية أو الزاني ولذلك يجب على المؤمنين الابتعاد عن مجاميع الزناة ، نعم إذا تاب الزاني أو تابت الزانية جاز نكاحهما.
فقد روى محمد ابن مسلم عن الامام أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عز وجل : «الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً» قال : هم رجال والنساء كانوا على عهد رسول الله ، مشهورين بالزنا ، فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء ، والناس اليوم على تلك المنزلة ، من شهر شيئا من ذلك أو أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتى
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ / ص ٥٧٠.