تعرف توبته. (١)
ولعل معنى كلامه (ع) والناس اليوم على تلك المنزلة ، ان سيرة الرسول تجري على الناس اليوم أيضا.
القذف بين الحد والتوبة :
[٤] وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ
هنا يفرض الله عقوبة شديدة على من يرمي المحصنات ، بتهمة الزنا دون أن يأتي بأربعة شهداء عدول على ذلك ، ممن شهدوا الحادثة بأم أعينهم.
ولا يكتفي بذكر هذه العقوبة الشرعية ، بل يذكر عقوبة قضائية رديفة لها ، إذ يجب نبذ مثل هذا الإنسان بعد اجراء حد القذف عليه ، بإسقاط اعتباره في المجتمع ، لأنه بعمله هذا يكون قد فقد عدالته ، فلا شهادة له بعد ذلك ، ليس فقط في قضية الزنا ، بل وأيضا في سائر القضايا الاجتماعية ، كالعقود المالية ، وإثبات الهلال ، وسائر الموضوعات. وفي ذلك تأديب معنوي له ، بالاضافة الى التأديب البدني بالجلد.
ولا نجد كالقذف ، عقوبة صارمة على اللسان في التشريعات الاسلامية ، فلو قال شخص : ان فلانة زنت. عليه ان يحضر العدد الشرعي من الشهود العدول ، ولو شهد اثنان بالزنا ثم قالا ان هناك شخصين آخرين رأيا ما رأيناه ، وهما في الطريق لا يمهلان ، انما يجلد كل منهما ثمانين جلدة على الفور ، إذ لا تثبت شهادتهما الا إذا
__________________
(١) المصدر / ص ٥٧٢.