تنضج جلودهم تبدل بجلود غيرها ، ليذوقوا العذاب الحريق.
[١٠] ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ
واليدان تعبير عن كل الجوارح ، فهذه حكمة الله ، انه يترك الإنسان في الدنيا يقترف ما يريد ويجرم ما يشاء ولكنه يقف له بالمرصاد يأخذه بذنبه حين يشاء.
وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
لأنه سبحانه قد أعطاك عقلا ، وبعث إليك رسلا ، وأوضح لك طريقك ، وبيّن لك كيف تعمل ، وكيف توفّر لنفسك العزّة في الدنيا والنعيم في الآخرة ، ان الرب قد أراد العزة للخلق حين أمرهم بعبادته ، ورفض عبادة المخلوقين ، ولكنهم ظلموا أنفسهم فاخذهم بما كانوا يكسبون.
وربما توحي هذه الآية بان الله لا يأخذ عباده بما ينوون القيام به من السيئات ، بل بما يقومون به فعلا. ولذلك جاء التعبير بما قدمت يداك.
الاتباع على حرف :
[١١] كان ذلك واقع المجادلين في الله باطلا .. وهناك طائفة ثانية يتحدث عنها السياق هنا ، وهم طائفة الحرفين التي تؤمن بالله ظاهرا ولكنها على شك ، فان أصابهم خير اطمأنت نفوسهم وركنت اليه ، وان أصابهم شر تردوا الى مهاوي اليأس وسوء الظن ، انهم كمن يمشي على طرف الهاوية يسقط فيها بأقل زلة قدم ، ويزعم هؤلاء : ان مقياس الحق ما يحصلون عليه من المنافع ، فاذا ما أوتوا قدرا من المال والسلطة إذا هم مع الحق امّا إذا محّصوا بالبلاء من قبل الله نكصوا على أعقابهم.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ