حياة هؤلاء ان انتمائهم الى القيادات الرسالية يخضع لقانون الحرفية ، فمتى ما وجدوا القيادة في حالة انتصار كانوا معها ، ومتى ما كان العكس انفضوا عنها. ولذلك جاء في أحاديث كثيرة ومأثورة : ان الحرفيين هم أولئك الذين يشكون في القيادات الالهية ، إذ ان الطاعة المطلقة للرسول وأوصيائه من الائمة وبعدهم الفقهاء ، هو ابرز مظاهر الايمان. ولذلك تجد السياق يحدثنا عن مسألة الولاء في الآيات التالية.
[١٢] مقياس الايمان الحق الانتماء الى القيادة الالهية ، والثبات معها وطاعتها في الظروف الصعبة رغم مخالفتها للأهواء والمصالح الذاتية.
وابرز مظاهر الحرفية في الايمان الشك في القيادة الربانية عند ما تأمر بعمل صعب ، أو يخالف قرارها هوى النفس ، أو حينما تتعرض لنكسة أو هزيمة. وان مصير الحرفيين الارتماء في احضان القيادات الجاهلية ، كالسلطات الطاغوتية ، أو الأحزاب الملحدة ، أو الفئات المنحرفة. وهذا يعتبر شركا ظاهرا في منطق القرآن. وهو في ذات الوقت ضلال بعيد.
يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ
اي من دون الله ، والقيادة التي أمر الله باتباعها. من نبي مرسل أو امام معصوم ، أو قائد منصوب من قبله.
ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ
أحيانا يتبع الإنسان قيادة لا تنفعه وهو يحسب أنها تفيده بل هو ينفعها باتباعه لها ، أو ليس الضلال أن يعبئ الإنسان طاقاته من أجل لا شيء ، فلا نفع ولا دفع للضرر؟!