الاجتماعية ، وقد وقف قدامي المفسرين على هذه الآية مستغربين ، ليس من شهادة اللسان ـ فلذلك أمر طبيعي ـ وانما من شهادة الأرجل والايدي.
فقال بعضهم : ان الله يخلق ألسنة في كل جارحة تنطق بما عمله الإنسان ، وقال البعض الآخر : ان الله هو الذي ينطق عن الجوارح كما كلم موسى تكليما ، ولكننا اليوم ومع وجود الاجهزة الالكترونية المتطورة ، لا نحتاج الى مزيد من التفكير ، لنعرف كيف تشهد الايدي والأرجل ، فقد أثبت العلم الحديث بالتجربة العملية ، ان اي كلام أو تصرف يصدر من الإنسان ، ترتسم آثاره على الأشياء الموجودة حوله ، كالجدار والسقف والهواء ... إلخ.
إذا شعر الإنسان بالرقابة الالهية عليه ، ونمّى لديه الوازع الديني ، فانه لن يرتكب معصية عن علم.
[٢٥] يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ
عند ما تنكشف لهم الحقيقة ، ويتضح بطلان ما يدعون ، ويعلمون بان الله كان يحصي عليهم كل شيء حتى مشاعرهم ، ونوايا قلوبهم ، ثم يعطي جزاء كل ذلك ذرة بذرة جزاء وفاقا. ودين الإنسان هو ما يلتزم به ، فان التزم بالإسلام أعاده الله له يوم القيامة ، وكذلك لو التزم بالجريمة فانها تأتي له تسعى يوم الحساب فيجازى عليها.
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
لأنه أنصع الحقائق وأوضحها ، إذ تتجلى هذه الحقيقة لفطرة الإنسان السليمة بكل سهولة ويسر ، دونما حاجة للبحوث الفلسفية أو البراهين المعقدة ، ولكن الناس بأعمالهم الخاطئة ، يسدلون على قلوبهم أستار الغفلة ، فيجهلون ربهم وأسماءه