الحسنى ، عن ارادة لا جبر ، وعند ما تزاح عنهم هذه الأستار في يوم القيامة ، تتجلى لهم الحقيقة العظمى (الله) كمن يهتدي الى حقيقة لاول مرة.
[٢٦] الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
تعددت وجهات النظر في هذه الآية من قبل المفسرين ، فقال قسم : ان هذه الآية تشير الى ان الأقوال والأفعال الخبيثة للخبثاء ، وعلى العكس بالنسبة للأقوال والأفعال الطيبة ، وقال قسم آخر : ان الخبيثات من النساء للرجال الخبيثين ، وعلى العكس بالنسبة للنساء الطيبات.
ولكن يبدو أن الآية تؤكد حقيقة اجتماعية مبدئية هي : ان الإنسان لا يمكنه تسجيل اسمه في قائمة المجرمين ثم يعيش مع الصالحين ، بل لا بد ان تنتهي الحياة به الى من سجل اسمه في قائمتهم عمليا.
اما في شطرها الثاني ، فانها تؤكد قدرة المجتمع الفاضل على بناء كيان مستقل ، بعيدا عن الالسنة البذيئة ، والافتراءات الكاذبة ، وهذا ما يمهد له الحصول على غفران الله ورزقه الكريم.
حرمة البيت :
[٢٧] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
تطرح لنا هذه الآية وما يليها مجموعة تعاليم تتصل بحرمة البيت ، حيث ينبغي ان يحس المرء بالأمن داخل منزله ، حيث يضع ثيابه ويتخلص من العادات الاجتماعية المرهقة ، ويستريح الى طبيعته ، ويتنفس عن مشاعره المكبوتة ، وحيث