لعله لان للإنسان قدرة التفاف هائلة على القانون ، وتحويله الى قشرة دون اي محتوى ، ولكي يحذر الله سبحانه الناس ، من الالتفاف حول النظام الاسلامي يحثهم على الالتزام به بدقة وإخلاص ، ويذكرهم بأنه يعلم حقيقة أعمالهم ، فلا مناص لهم من النصح في تطبيق الأحكام ، فقد يخادع الإنسان أصحاب البيت فيوهمهم حين دخوله انه يقصد هدفا شريفا ، وواقعة خلاف ذلك ، ولكنه لا يستطيع ان يخدع الله لأنه عليم بما يعمل الناس.
ودخول كهذا ، هو كما لو دخل بدون إذن لا فرق إذ لو علم أصحاب البيت بقصده السيء لما أذنوا له بالدخول.
وكثيرا ما يمتهن بعض المجرمين المهن التي تساعدهم على دخول البيوت ، بحجة القيام بخدمات معينة كاصلاح الكهرباء والهاتف أو تركيب الستائر والأثاث ، فيجدون بذلك فرصة سانحة للاطلاع على اعراض الناس ، والتجسس على المؤمنين ، ولا يعلمون انهم بذلك قد ارتكبوا جريمتين :
الاولى : جريمة الدخول بدون إذن ، لأن هدفه سيء.
الثانية : جريمة الإفساد في الأرض.
ولئن أفلت هؤلاء من علم أهل البيت أو السلطات الشرعية ، فلن يفلتوا من علم الله.
[٢٩] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ
لأنها وضعت لمنفعة عامة ، كالفنادق ، والحمامات العامة ، أو المحال التجارية ، ومكاتب الخدمات المختلفة ، وما الى ذلك ، ولكن لا يجوز الدخول فيها