يهب الإنسان قدرة على التمييز ، وعليه مسئولية الاختيار.
جاء في النص المأثور عن أبي عبد الله (ع) في معنى الفرقان :
في قوله «أَنْزَلَ الْفُرْقانَ» قال :
«هو محكم ، والكتاب هو جملة القرآن ، الذي يصدقه من كان قبله من الأنبياء» (١)
و في الصحيفة السجادية عن أبي محمد الباقر زين العابدين ـ عليهما السّلام ـ :
«وفرقانا فرّقت به بين حلالك وحرامك ، وقرآنا أعربت به عن شرائع أحكامك» (٢)
[٢] وإذا عرف الإنسان رب العزة الذي انزل الفرقان عرف صدق هذا الكتاب ، وكلما زادت معرفته بربه كلما زادت قدرته على الاستفادة من كتابه ، وتحول الكتاب عنده الى مقياس سليم لمعرفة الخير والشر ، والنفع والضر. ذلك لأن من عرف ربّه بأسمائه الحسنى ثم تليت عليه آيات الكتاب ، رأى تجليات ربه فيها ، وعرف انه لا يكون مثل هذا الكتاب الّا من الله الخبير ، فلا يخالجه ريب في صدق رسالة ربّه.
وهكذا ذكرتنا سورة الفرقان أولا بمن انزل الكتاب.
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
__________________
(١) تفسير نور الثقلين / ج ١ / ص ٣١٠.
(٢) المصدر.