وحضارة اسلامية متقدمة انطلاقا من مجتمعهم ، وكل ذلك في اطار السنن والقوانين الرسالية الصحيحة.
وعلى العكس في كل ذلك من يرتكبون الجرائم ويقترفون الآثام ، فيضلوا أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ، ولا يصلون الى اهدافهم التي يطمحون إليها ، فتكون المعادلة عكسية إنسان منحرف ، أمة متخلفة ، نهاية حضارة أو مدنية ـ كما وصل الى هذه النتيجة السابقون من الأقوام ـ قال تعالى :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ* إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١).
سابعا : في نهاية هذه السورة لفتة غريبة.
فسورة الفرقان التي بدأت بذكر القرآن معبرة عنه بالفرقان ، أي الميزان بين الحق والباطل ، نجدها تنتهي بذكر الدعاء في قوله تعالى : قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ . فما هي العلاقة بين القرآن والدعاء؟
ربما يفسّر هذه العلاقة حديث شريف يقول :
«إذا أردت ان يحدثك الله فاقرأ القرآن ، وإذا أردت ان تحدث الله فاقرأ الدعاء»
فقبل ان ينتظر الإنسان رسالة تنزل من الله عليه ، يجب ان يبعث رسالة الى الله
__________________
(١) الفجر / ٦ ـ ١٤.